بوابة الشروق
عماد الدين حسين
شكرا لخالد حنفى ومحمد شاكر
معظمنا ينتقد الحكومة وسياساتها كل يوم بسبب سوء الأداء فى العديد من المرافق والقطاعات، لكن الموضوعية تحتم علينا أن نوجه الشكر إلى هذه الحكومة أو بعض وزاراتها عندما تعمل بجدية أو تحقق إنجازا معينا.

قضيت يومى العيد فى قريتى بأسيوط، الناس هناك وفى القرى المجاورة هم الترمومتر الحقيقى لمدى الرضاء عن عمل الحكومة.

المشكلات والأزمات الاقتصادية والمعيشية والحياتية صعبة جدا بل و«متلتلتة»، لكن هناك تحسنا فى مجالين مهمين الأول هو رغيف الخبز والثانى هو الكهرباء.

بعد أن تم تطبيق منظومة الخبز الجديدة فى أسيوط شعر الجميع بفارق كبير بعد أن كان معظمهم متوجسا وخائفا منها بفعل الحرب الشرسة والممنهجة التى تعرضت لها الفكرة من قبل لوبى أصحاب المخابز وكل اللصوص الذين خسروا الكثير من الدعم العشوائى للدقيق.

مخابز القرى عموما لم تكن تعمل أكثر من ساعة، تبيع خبزا غير آدمى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، معظمه كان يتم تجفيفه واستخدامه كعلف للبهائم لأنه كان أرخص من شراء العلف. إضافة بالطبع إلى بيع غالبية كمية الدقيق المدعم إلى تجار وأصحاب محال الحلويات، والحصول على فارق السعر الكبير الذى حول أصحاب مخابز إلى مليونيرات.

الآن وبعد تطبيق المنظومة صار المخبز هو الذى يجرى وراء المواطن ليشترى الخبز وليس العكس، الرغيف الجديد ليس نموذجيا تماما لكنه أفضل حالا بكثير مقارنة بالرغيف القديم.

أحد الأصدقاء أقسم لى أنه رأى امرأة أمية اشترت خمسة أرغفة وكانت تسير فى الشارع تكلم نفسها وتشكر الحكومة والرئيس لأنها لم تصدق أنها حصلت على خبز آدمى ومن دون طوابير للمرة الأولى. علما أيضا أنها تنتقد الحكومة والرئيس فى قضايا أخرى مثل أنبوبة البوتاجاز والأسمدة.

مواطن آخر لا يشترى خبز المخبز كثيرا لأن الأسرة تقوم بعمل «العيش الشمسى» فى المنزل، واكتشف أنه يستطيع الحصول على سلع تموينية كثيرة بديلا عن نقاط الخبز.

إذن بعد هذه المنظومة شعر المواطن بالرضا، والتى توفر لميزانية الدولة المنهكة مليارات الدولارات كانت تذهب لجيوب حفنة من المستغلين، ولذلك وجب الشكر للرئيس والحكومة ووزارة التموين ووزيرها الدكتور خالد حنفى الذى طبق فكرة تحدث عنها كثيرون من قبله ولم ينفذوها على الأرض.

الإنجاز الثانى هو عدم انقطاع الكهرباء منذ بداية الصيف خصوصا طوال شهر رمضان، كما وعدت الحكومة ولم يصدقها كثيرون لأنهم سمعوا العديد من الوعود الجوفاء من قبل.

رئيس الجمهورية طلب من وزير الكهرباء المهندس محمد شاكر ألا تنقطع الكهرباء صيفا، بعد أن عانى المواطنون جميع صنوف العذاب فى الصيف الماضى. هذا الإنجاز لم يتحقق مجانا، بل بتوفير مليارات الجنيهات سواء لشراء وقود اضافى أو إنشاء محطات توليد جديدة.

وطبقا لتصريحات الدكتور محمد اليمانى، المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة فإن مركز التحكم القومى لم يلجأ لتخفيف الأحمال طوال شهر رمضان فى أوقات الذروة، لأول مرة منذ ما يقرب من 5 سنوات بسبب زيادة كميات الوقود، وإضافة قدرات جديدة للشبكة تباعا، وتشغيل محطة كهرباء بنها بالكامل بقدرة 750 ميجا وات وربطها بالشبكة القومية للكهرباء، و1300 ميجا وات من محطة كهرباء العين السخنة بإجمالى قدرات تصل إلى 2050 ميجا وات علاوة على 1707 ميجا وات من الخطة العاجلة. وصار هناك فائضا فى الشبكة القومية، بلغ فى وقت الذروة فى بعض الأيام 4000 ميجا وات، نتيجة تعاون المواطنين من خلال ترشيد الستهلاك وتوافر الوقود.

السؤال البسيط هو اذا كان يمكن حل مشاكل ضخمة مثل الخبز والكهرباء بقرارات جريئة، فلماذا لا تجرب نفس الطريقة فى بقية المشكلات؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف