الأخبار
علاء عبد الوهاب
«الولولة النووية»!
متي يكف العرب عن الولولة، وتحديدا الولولة علي الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»؟
«ماحك جلدك مثل ظفرك» مثل عربي قديم، آن لنا ان نستدعيه، قبل ان نلاقي مصير الهنود الحمر، بأكثر مما حدث لهم، لأن التحدي الذي نواجهه تحد وجودي بامتياز، ومع ذلك فإننا مازلنا نوجه اسلحتنا لنحورنا، ونقاتل بعضنا، ونتلهي عن مصادر الخطر الحقيقي الداهم، ونتحالف مع الاعداء، ونتوزع علي تحالفات نلعب فيها دور التابعين، لكن الزلزال الإيراني، برعاية أمريكية أساسا يجب أن يدفعنا إلي إعادة كل الحسابات، والكف فورا عن الولولة، والبحث عن مخارج من الأزمات والمآزق التي نجيد حشر انفسنا في سياقها!
«مشروع نووي عربي» لابد أن يكون محل دراسة جادة، دون إبطاء أو تأجيل، لأننا ـ كعرب ـ في منطقة خطرة نوويا، فمئات الرؤوس تملكها إسرائيل بالفعل، وإيران يمكنها أن تفاجئنا بأول تفجير نووي في الوقت الذي تحدده، وكما فعلت كل من الهند وباكستان لفرض أمر واقع نووي علي الجميع.
التعاون النووي العربي مع القوي الصديقة التي بالإمكان ان تقدم الخبرة والتدريب والمفاعلات السلمية خطوة حتمية لا تحتمل التأخير، فثمة قوي إقليمية بخلاف إيران وإسرائيل لا تخفي طموحاتها النووية وفي مقدمتها تركيا، ولاشك ان تخلفنا عن السباق النووي السلمي.. علي الأقل.. يدفعنا للخروج من التاريخ، وفقدان أي أمل في صناعة مستقبل لا يعترف إلا بمن يمتلك مفاتيح القوة بمفهومها الشامل.
يجب ألا نهدأ أو نغفل حتي نستيقظ ذات صباح علي غابة نووية تحيط بنا من كل جانب، ولن تفيدنا الولولة ساعتئذ، لأن العالم قد يتعاطف مع الضعفاء، إلا انه لا يحترم إلا الاقوياء.
إنه درس التاريخ الذي لم نستوعبه بعد!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف