رضوان الزياتى
قمة الأهلي والزمالك فشل الجبلاية والأمن
البعض قال إن الأهلي افتعل أزمة ملعب مباراة القمة لأنه خائف من الزمالك مكتمل الصفوف والأفضل من كل الوجوه هذا الموسم.. والبعض الآخر قال إن القضية قضية مبدأ.. وإن الأهلي أراد أن يضع الجميع أمام مسئولياتهم خاصة الأمن وإتحاد الكرة.
لكنني أختلف مع الاثنين .. فالأهلي ليس خائفا من الزمالك.. ولا يتحرش بالأمن أو إتحاد الكرة.. وإنما أراد أن يلعب هذه المباراة في ملعب كرة قدم حقيقي وليس ملعب الجونة الذي لايصلح أبدا لإستضافة مباريات دوري مراكز الشباب بسبب التيارات الهوائية الغريبة وعدم إمكانية اللعب نهارا بسبب عدم وجود إضاءة في ظل موجة الحرارة العالية جدافي الغردقة وفي مصر كلها والتي سستؤثر كثيرا علي أداء اللاعبين إذا لعبوا نهارا.. فضلا عن سوء حالة أرضية الملعب نفسها.. وإنني هنا لا أسيئ لمسئولي الجونة أو اتهمهم بالتقصير.. بل إننا قدمنا لهم الشكر وأشدنا بهم لأنهم تحملوا الكثير واستضافوا كثيرا من المباريات الدولية للمنتخبات والأندية في ظروف كانت أصعب من تلك التي نعيشها الآن.
وموقف الزمالك لم يختلف عن الأهلي لأنه كان قد رفض اللعب علي هذا الملعب لنفس الأسباب.. لكنه استغل موقف الأهلي الصارم وتمسكه رسميا بعدم اللعب في الجونة وتحديه لإتحاد الكرة وتركه يحارب وحده من أجل نقل المباراة لملعب آخر علي اعتبار أنه.. أي الأهلي.. هو صاحب الأرض.. بل وحاول أن يظهر من خلال تصريحات بعض مسئوليه أنه النادي الذي يحترم الشرعية والجهات المسؤولة وأن الأهلي لايقدر ظروف البلد!!
وأري أن هذه القضية يتحملها في المقام الأول مجلس إتحاد الكرة الفاشل لأنه دائما لايكون مستعدا لمثل هذه المواقف الحساسة والخطيرة لغياب الرؤية والحس الرياضي والأمني.. وكان علي الجالسين في مقاعد الجبلاية الوثيرة أن يتحركوا مبكرا وينسقوا مع الأمن لإقامة المباراة في ملعب ملائم.. وأكاد أجزم أن المسئولين في الجهاز الأمني يتحكمون في اتحاد الكرة كيفما شاءوا لأن رئيسه وأعضاءه لايستطيعون مواجهة مدير أمن أو مساعد وزير.. بل ويتركوا الأمر لرجل مثل العميد ثروت سويلم المدير التنفيذي وهو ضابط شرطة حاصل علي أجازة ولايمكن أن يضغط علي أي مسئول أمني بحكم ظروف وظيفته الميري!!
وأنا هنا لا أقلل من شأن رئيس أو عضو في إتحاد الكرة علي المستوي الشخصي.. ولكنهم لايملكون الكاريزما أو الشخصية القيادية التي كان يملكها رجل مثل سمير زاهر أو اللواء الدهشور حرب ومن قبلهما قيادات كانت ملء السمع والبصر مثل محمد أحمد ومحمد حسن حلمي وغيرهما.
لم يتوقف الأمر عند الملعب فقط.. بل تفجرت أيضا قضية الحكام الأجانب.. وفشل إتحاد الكرة في استقدام حكام أجانب أيضا بسبب غياب الرؤية والحس.. ووضع نفسه في أزمة أخري كان في غني عنها.
أما الأمن فأري أنه يتحمل المسئولية هو الآخر.. فمن العيب أن يضع خيارا واحدا أمام الجميع وهو اللعب في الجونة.. نعم نقدر الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد.. ولكن هذا لايعني هروب الأمن من تأمين مباراة بدون جماهير في أي ملعب مهما كان الأمر.. والله عيب من إتحاد الكرة ومن الأمن!!