علاء عريبى
مميش والوزيرى وأولادنا بسيناء
منذ فترة أفكر بشكل جاد في الكتابة عن بعض الشخصيات العسكرية التى قدمت للبلد ما نفتخر به، مثل الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، واللواء أركان حرب كامل الوزيرى رئيس أركان الهيئة الهندسية لعمليات القوات المسلحة، فقد قدما لنا الفرع الثاني لقناة السويس فى سنة واحدة.
وكلما جلست بالكتابة انشغلت بالأحداث اليومية التي تشهدها البلاد، خاصة العمليات الإرهابية فى شمال سيناء، التي يروح ضحيتها العديد من أولادنا الشباب فى القوات المسلحة والشرطة.
بالأمس جلست على اللاب توب وقررت بالفعل أن يكون أول مقال لى بعد إجازة عيد الفطر المبارك عن مميش والوزيرى، وأن أقدم تحية احترام وإجلال لما يقدمانه لمصر ولشعبها الطيب، فهذا حقهما علينا وعلى كل مواطن يحب هذا البلد، فمميش والوزيرى بالفعل قدما لنا ما يخلد اسميهما فى كتب التاريخ، وفكرت كذلك أن أطالب حكومة المهندس إبراهيم محلب بأن تخلد اسميهما تكريما لما قدماه لمصر، بأن تطلق اسميهما على الموانئ أو المرافق البحرية أو على الأنفاق التى يتم حفرها بالمنطقة.
قبل أن أبدأ مقالى تلقيت اتصالا من الصديق الكاتب محمد أمين، وتحدثنا عن المشهد السياسى والإعلامى فى البلاد، وسألنى عن توقيت عودتى للكتابة مرة أخرى، وطلب منى قطع الإجازة والعودة للكتابة مرة أخرى، وقلت له إننى كنت على وشك أن أكتب مقالا أكرم فيه الفريق مميش واللواء الوزيرى، واستطردنا فى جهدهما، وذكر دور اللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث فى محاربة الإرهاب، واتفقنا ان الجيش المصرى مليء بالشخصيات التى تقدم بكل اخلاص للبلاد وتستحق منا التكريم، واتفقنا أيضا علي وجود شخصيات أخرى لا تستحق حتى أن تتذكر اسمها، وتحدثنا عن أولادنا الذين استشهدوا مؤخرا فى الهجوم على أحد الأكمنة العسكرية، وقلت له يحزننى جدا أننا هنا نحتفل بالأعياد ونتأفف من الحر والرطوبة وزحام الشوارع وضجيج الباعة الجائلين، وفى المساء ينزل أولادنا للكافيهات ودور السينما والمسرح والحدائق، وبعضهم يسافر إلى الإسكندرية والساحل ومرسى مطروح، بينما أولادنا فى القوات المسلحة والشرطة يرتدون الخوذة والواقى للرصاص والبدلة الميرى والبيادة ويحملون السلاح ويقفون فى الكمائن الثابتة والمتحركة تحت وهج الشمس الحارقة والرطوبة المرتفعة، يراقبون الطرق ويتوقعون رصاص وقنابل وصواريخ الخيانة فى كل لحظة.
قلت له زمان كانت وزارة الإعلام تنظم حفلات غنائية وعروضاً مسرحية وتسافر بالفرق إلى الجبهة لكى تساند أولادنا الذين يواجهون العدو الصهيونى فى حرب الاستنزاف، اليوم أولادنا شباب القوات المسلحة والشرطة يواجهون الموت والإصابة لكى يحموا أولادنا وبيوتنا وحياتنا، وبعضنا فى الإعلام للأسف لا يقدرون ما يقدمه أولادنا من تضحيات..
انتهت المكالمة وقررت أن يكون أول مقال لى بعد إجازة عيد الفطر ان أقدم تحية وتقدير لأرواح أولادنا الذين سالت دماؤهم على رمال شمال سيناء، وأولادنا الذين أصيبوا برصاص الغدر والإرهاب، وتحية تقدير أخري لبعض القيادات فى جيش مصر وفى وزارة الداخلية الذين يقدمون بإخلاص لهذا الوطن دون الذين يجلسون فى المكاتب المكيفة.