عباس الطرابيلى
«مني».. «لميس».. «إسعاد»: أهلاً
ثلاث نجمات إعلاميات، نجحن في الفرار من فخ برامج التوك شو السياسية، مبكراً، بعد أن اكتشفن أن معظم المصريين يهربون الآن من البرامج السياسية وبعضها شعاره «الردح السياسي» وانطلق الثلاث إلي البرامج الخفيفة.. المسلية.. تماماً كما يهرب البعض من الردح السياسي إلي قنوات الطبيخ، مثلاً.
<< والثلاث اللاتي هربن من مستنقع «الشو السياسي» هن اللامعات مني الشاذلي- وكانت هي الأولي في البرامج الحوارية السياسية- وهذه هي الآن في الهروب- أو النجاة- من مستنقع السياسة، هربت، ليس فقط من القناة إلي أخري.. وثالثة.. ولكن من هذا الفكر الذي عشناه سنوات ومازال البعض غارقاً إلي أذنيه.. وهي الآن وقد هربت من بعض برامج الجدل والجدال السياسي، تتربع الآن علي عرش البرامج «اللايت» أي الخفيفة، التي يهرب إليها المشاهد عادة وثبت انها أكثر البرامج في عدد المشاهدين.. وفي برنامجها «معكم.. مني الشاذلي» تحسن الاختيار بل والتنويع فيما تقدمه من برامج خفيفة أي من ضيوفها لتستفيد مما تملك من كاريزما رائعة.. ومما يملك ضيوفها- أيضاً- من هذه الكاريزما، سواء كانوا من نجوم الفن أو نجمات التمثيل.. وبسبب كاريزما مني الشاذلي، قدمتها «قناتها» الحالية.. ووضعتها وبرنامجها في أفضل فترة- وهي فترة السهرة- ولاحظوا عنوان البرنامج.. فهي انتم.. مع مني الشاذلي.. بل قالت «معكم» تأكيداً علي ذكائها إذ تسعي إلي قلوب وعيون مشاهديها.. ولاحظوا بسمتها الدقيقة «والله ده مش غزل» إنما هو إعجاب بقدرتها علي أن تبتسم، خصوصاً أن البسمة هي مفتاح القلوب.. ومن لا يضحك يموت من القهر!
<< والثانية، وليس في الأسبقية، ولكن في سرعة اكتشافها «قرف» الناس من السياسة، هي السيدة لميس الحديدي، التي قلت لها مرة- تليفونياً- أهلاً دكتورة «لميس».. فردت بعفوية وذكاء «بس أنا مش دكتورة ياأستاذ» واحترمت ردها لأنها تعرف حملاتي القديمة علي مدعي الدكتوراه، التي اشتراها البعض بمائة دولار من دول الكتلة الشرقية سابقاً!
ولميس الحديدي أيضاً ممن يملكن حضوراً ممتازاً، يضاف إليه قدرتها علي السبق الصحفي والإعلامي، وسرعتها في الانتقال إلي مراكز الأحداث.. وحُسن إعداد برامجها بحيث تقدم للمشاهدين كل وآخر الجديد، في القضية التي تطرحها.. وفي برنامجها «هنا العاصمة» نوعت ما تقدمه.. من غوص في بحور التاريخ والثقافة التاريخية لتصحيح وإضافة كل ما هو جديد، مثلما فعلت عندما زارت قلعة صلاح الدين ومسجد محمد علي فيها وبقايا قصر الجوهرة، بل وسجن القلعة.. إلي سرعة الانتقال إلي منطقة القناة لتقدم لنا- هذه الأيام- برنامجها من قناة السويس الجديدة، استعداداً لافتتاحها أمام الملاحة العالمية بعد أيام قليلة من شهر أغسطس.. ويا سلام، لو انطلقت لميس الحديدي إلي مناطق ثرية بالتاريخ والجغرافيا في مصر، مثل النوبة المصرية بكل ثرائها الثقافي والاجتماعي والتاريخي، والاقتصادي.. وأيضاً تضحية أبنائها.. وأن تشرح للمصريين لماذا كان حكم مصر يفخر بأنه ملك مصر.. والنوبة.. وما هي صلة النجمة الثالثة وسط الهلال الأبيض في العلم ذي الأرضية الخضراء. الشهير.. ثم أشهر قبائلها من عرب ومن كنوز وغيرهما.. وهل هناك لغة نوبية تكتب.. وما هي حكاية الكتابات النوبية، ولا يهمك يا ست «لميس» من موعد برنامجك الآن.. فالمشاهد يجري وراء نجومه، مهما كان التوقيت، وسوف يجري المشاهد وراءك.. في أي وقت.
<< وصاحبة الجلالة.. زغلول في العمل الفني الرائع الذي شاركت فيه النجمة الرائعة سهير البابلي، وأقصد بها صاحبة الجلالة إسعاد يونس التي كثيراً ما أسعدتنا في مسرحياتها الرائعة وأفلامها الشيقة، كان البعض- وأنا منهم- نفتقدها فنياً.. إلي أن فاجأتنا بهذه «الطلة» الجديدة، في صاحبة السعادة.. فإذ انها تغوص في أعماق المجتمع المصري لتقدم لنا اسطوات الكشري والفول والطعمية وغيرها من أشهي ما يأكل كل المصريين حتي الحلويات والفطير.. ثم أيضاً قطاعات الناس من الكناسين والزبالين، أي نجحت إسعاد يونس في إخراجنا من جفاف برامج التوك شو السياسي إلي «الإنسانية» في بحر الإعلام وهي بذلك انعشت عيون المشاهدين.. حتي انني قلت يوماً عن برنامج «إسعاد» «صاحبة الجلالة» «ظاهرة إسعاد يونس».
<< وأقول للنجمات الثلاث: أهلاً، فقد نجحت كل واحدة منكن في إنعاش برامج التليفزيون من جديد.. أهلاً بالثلاثي: مني الشاذلي ولميس الحديدي وإسعاد يونس.. وكل كعك وانتن بخير.