نجاح هيفاء وهبي الساحق في مسلسل مريم كان هو مفاجأة رمضان وذلك لأنها تخلت ولأول مرة عن التكلف والأداء المصطنع , وعن الإغراء الذي اشتهرت به .
أما فشلها الذريع في مولد وصاحبه غايب , كان لأنها لم تستوعب أن النجاح ليس في الإغراء
حارة اليهود .. برغم الانتقادات والخزعبلات بأنها روجت للتطبيع , إلا أنها وبعد أن عشنا معها زمن الأربعينيات بسحره وعبق تاريخه , اكتشفنا من جديد أن مصر وطوال عمرها المديد هي بلد التسامح والتعايش الديني السلمي للجميع , وفيما عدا الفتنة المتعمدة من الجانب اليهودي المتطرف والإخواني الإرهابي , إلا أن الجميع كان كنسيج واحد متناغم , فلا فرق بين حسن ولا مرقص ولا حتى كوهين .
لم تكتفي الفنانات بالحصول علي نصيب الأسد في عدد المسلسلات , بل ونجحن أيضا في حصد جوائزها , التي ذهبت ومن خلال الاستفتاء الجماهيري لكل من نيلي كريم ومنة شلبي وغادة عبد الرازق وهيفاء ومي عز الدين وشيرين عبد الوهاب وغيرهن كثيرات , حقا فقد انصف النجاح الرمضاني العنصر النسائي .
نجح طارق لطفي عندما حصل علي البطولة المطلقة حتى ولو جاءته متأخرة , ثم نجح مرة أخري عندما أثبت أنه يستحقها , لكن المهم ليس في نجاحه وإنما في حفاظه علي ما وصل إليه من هذا النجاح !
بينما النجاح كان غير متوقع لبعض الفنانين , فأن الفشل أيضا كان غير متوقع لبعض الفنانين الآخرين , وأخص بالذكر أحمد السقا وكريم عبد العزيز ومصطفي شعبان ومكي وغيرهم ممن يفضلون الاستسهال!
برغم كل الهجوم علي رامز جلال وبرنامجه السخيف إلا أنه وللأسف يظل دائما "واكل الجو" من الجميع !
عادل أمام قد يواجه انتقادات بسبب دوره الاشتراكي الثوري , لأنه أبعد ما يكون عنه في الواقع , إلا أن هذا لم يؤثر علي كثافة المشاهدة العالية علي مسلسله , وهذا دليل علي أنه ليس هو الأستاذ ورئيس قسم الكوميديا فقط , بلا وزعيم النجومية والجماهيرية العريضة بلا منافس ولا منازع !
في البداية كان هناك عزوف إلي حد ما عن مشاهدة المسلسلات لما فيها من سلبيات , ولكن مع مرور الأيام بدأت تظهر مؤشرات النجاح للعديد من هذه المسلسلات , فعادوا المشاهدين إلي قواعدهم سالمين ومسلمين أمام الشاشات
وفي النهاية نحمد الله أن حملة برهامي وأمثاله لم تنجح في المقاطعة وهذا لأن الفن عندنا شيء ضروري قد نختلف معه , ولكننا لا يمكن أن نختلف عليه فوجوده بيننا سيظل دائما وأبدا في عروقنا ودمنا !