1- خلافا للقول المأثور المتعارف عليه «خلف كل عظيم امرأة» فإن بمقدورى أن أقول إن «وراء كل مصيبة سياسية امرأة» ودليلى على ذلك أن معظم ما نعانيه منذ سنوات فى منطقة الشرق الأوسط وما تشهده مناطق عديدة من العالم من توترات وصراعات سببه امرأة عانس اسمها كوندواليزا رايس كان يناديها الرئيس السابق جورج بوش الابن «الآنسة كوندى».
إن الآنسة كوندى وزيرة الخارجية ومستشارة الأمن القومى الأمريكى هى صاحبة العبارة الشهيرة والمستفزة عشية الذهاب إلى الحرب ضد العراق عام 2003 فى ظل رفض دولى واسع: «إننا لسنا بحاجة إلى دليل الجريمة إذا كان ذلك يقتضى بروز سحابة نووية فى السماء»... والمعنى واضح هو أن أمريكا مصممة على تنفيذ الضربة الاستباقية للعراق حتى لو ثبت بعد ذلك ــ وهو ما ثبت فعلا ــ أن العراق لا يملك أى أسلحة للدمار الشامل لأن ذلك حسبما ترى الآنسة كوندى هو الخيار الأفضل لأمريكا بدلا من أن تعيش تحت قلق احتمال تعرضها للحظر من تلك الأسلحة المزعومة!
والحقيقة أن هذه المرأة ذات النزعة الحديدية التى رسخت لقواعد التشدد والتطرف فى سياسات أمريكا هى الابنة المدللة لمرحلة نهايات حقبة الحرب الباردة التى شهدت تشددا وتطرفا فى السياسة الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتى طوال حقبة الثمانينات من القرن العشرين والتى أدت لتفكيكه فى نهاية المطاف حيث كانت كوندى هى الممسكة بملف الاتحاد السوفيتى داخل مجلس الأمن القومى الأمريكى خلال فترتى حكم الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان «1980-1988» وقد ساعدها على ذلك إجادتها المطلقة للغة الروسية كتابة وقراءة ونطقا!
ومع أنه لا علاقة تذكر بين عدم زواجها وسمات التشدد والتطرف التى مثلت جزءا من شخصيتها إلا أن ثمة ملاحظة ــ قد تبدو شكلية ــ وهى أن كوندواليزا رايس لم تضبط مرة واحدة وهى تضع ابتسامة على شفتيها وإنما دائما ينطق بوجهها بكل إشارات الصرامة والجدية والعبوس رغم حرصها على ارتداء الثياب الضيقة والقصيرة التى تكشف ما لا يجوز كشفه!
وغدا نواصل الحديث
خير الكلام:
<< المرأة كالظل إذا لاحقتها تفر منك وإذا هربت منها تلاحقك !