المساء
أحمد سليمان
خطأ استراتيجي
مهما كانت درجة الاختلاف في الرؤي والتوجهات بين خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبين خادم الحرمين الشريفين الحالي الملك سلمان بن عبدالعزيز فإن ذلك ليس سبباً لوقوع المملكة العربية السعودية في هذا الخطأ الاستراتيجي الذي يتكلم عنه الكثيرون منذ استقبال الملك سلمان لوفد حركة حماس الفلسطينية بقيادة خالد مشعل.
عقب هذا الاستقبال مباشرة بدأت سلسلة لا تنقطع من تكهنات خبراء السياسة والاستراتيجية حول الهدف منها ونتائجها وانعكاسها علي العلاقات المصرية السعودية.
نعم نحن لا ننسي أن هناك ميلاً داخل بعض أعضاء الأسرة الحاكمة في السعودية تجاه جماعة الإخوان منذ استقبال محمد سرور نائب وزير المالية السعودي لمؤسس جماعة الإخوان حسن البنا في منزله بالرياض عقب إعلان إنشاء الجماعة في مصر وكان المسئول السعودي يقدم كل الدعم المادي والمعنوي لجماعة الإخوان بتأييد ومباركة وكالة الاستخبارات الأمريكية.
أقول إننا لن ننسي هذا ولكن في الوقت نفسه لن ننسي موقف خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله والشعب السعودي الشقيق في دعم مصر مادياً ومعنوياً في مواجهة إرهاب الإخوان ولدفع الاقتصاد المصري للأمام ولكن.
صمت الديوان الملكي السعودي والسفارة السعودية بالقاهرة عن تفسير مغزي هذه الزيارة التي أعقبها وفد حماس بزيارة قطر يضع علامات استفهام كثيرة أمام المحللين ويفتح الباب أمام الصائدين في الماء العكر لتسميم الأجواء بين مصر والسعودية.
من بين ما قبل عن سبب هذه الزيارة رغبة السعودية في تشكيل محور سني في مواجهة المحور الشيعي الذي يسعي لالتهام دول الخليج ومن بعدها بقية دول الشرق الأوسط وفي مقدمتها مصر طبعاً بالإضافة إلي محاولات وفد حماس استغلال السعودية للضغط علي مصر لإعادة الإخوان للمشهد.
ولأن حماس هي الذراع العسكرية لجماعة الإخوان فإنه لا يعقل أبداً أن تكون السعودية الداعمة لمصر بالأمس ضد الإخوان هي الداعمة للإخوان اليوم ضد مصر.
المملكة السعودية ليست حركة أو جماعة.. إنها دولة كبري وتتعامل كدولة. وبغض النظر عن تكهنات الأستاذ محمد حسنين هيكل حول عدم قدرة النظام السعودي علي البقاء فإن المصريين ينتظرون من الجانب السعودي موقفاً واضحاً من جماعة الإخوان خاصة أن الأقاويل كثرت حول تغيير الموقف السعودي من جماعة الإخوان عقب تولي الملك سلمان مقاليد الأمور في المملكة وهو ما تم نفيه بشكل غير مباشر وقتها ولكن لأننا نحترم ونقدر المملكة السعودية ملكاً وحكومة وشعباً فإننا نستغرب التكهنات والأقاويل لكننا في الوقت نفسه نربأ بالمملكة السعودية أن تقع في هذا الخطأ الاستراتيجي في هذه المرحلة الحيوية والمهمة من تاريخ الأمة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.. فهل يصدر توضيح سعودي بهذا الشأن؟
وآعتقد أن زيارة سامح شكري وزير الخارجية الي السعودية حاليا تصب في هذا الاتجاه
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف