المساء
محمد جبريل
ثورة 23 يوليو
في مثل هذا اليوم منذ 62 عاما عبرت القوات المسلحة عن إرادة المصريين في الثورة.
تحدد موعد الثورة - حسب رواية جمال عبدالناصر - في العام 1955 حتي تتهيأ الفرصة لاستكمال بناء التنظيم وامتداد خلاياه داخل مختلف الأسلحة والوحدات بعد مضي ست سنوات علي بدء تنظيم الضباط الأحرار وحتي تكون الفرصة ملائمة لاستكمال بنائه وما استتبعه خلال الأعوام التالية من إنشاء تنظيمات سرية داخل وحدات الجيش بدءا بالتشكيلات العسكرية وانتهاء بأجهزة الأمن المختلفة.
لكن التطورات الخطيرة التي شهدتها الحياة السياسية المصرية والمجتمع المصري عموما مثل حريق القاهرة في 26 يناير 1952 وحل مجلس ادارة نادي الضباط في 16 يوليو من العام نفسه واعتزام الملك اطلاق يد حسين سري عامر للانتقام من الضباط الأحرار الذين تحدوه - علانية - في انتخابات نادي الضباط بالاضافة إلي توالي حل الحكومات وتشكيلها في أوقات متقاربة للغاية ذلك كله عجل بقيام الثورة.
في 10 فبراير 1952 قرر الضباط الأحرار ان تبدأ الثورة في مارس لكنهم ما لبثوا ان أجلوا الموعد ترقبا لازدياد السخط الشعبي المتصاعد بالفعل ضمانا للتأييد التام للثورة واختير نوفمبر 1952 ثم قدم الموعد إلي 5 أغسطس ثم 24 يوليو من العام نفسه.
ويؤكد جمال حماد ان موعد القيام بالثورة حدد في 20 يوليو حين علمت قيادة التنظيم ان حكومة حسين سري قد قدمت استقالتها وان نجيب الهلالي سيتولي رئاسة الوزارة الجديدة وانه سوف يسند وزارة الحربية إلي مدير سلاح الحدود حسين سري عامر وان الأوامر معدة للتنفيذ بسجن وفصل 12 من الضباط الأحرار ثم تأجل الموعد 24 ساعة ولم يعلم معظم الضباط بالموعد الا يوم 22 يوليو وان كلفوا بالبقاء في بيوتهم منذ الثالثة بعد ظهر يوم 21 يوليو حتي تأتيهم الأوامر بالتحرك.
حسب ما يرويه نعمان جمعة فإن أحمد أبوالفتوح كان له الدور الأهم في عدم احتواء الثورة قبل قيامها والقضاء عليها. علم ان الملك بلغه أمر تنظيم الضباط الأحرار وانه بدأ يتحرك للقضاء علي هذا التنظيم بطريقة هادئة عن طريق اجراء تعديل وزاري يشغل منصب وزير الحربية فيه حسين سري عامر الذي كان يناصب الضباط الأحرار العداء. سارع أحمد أبوالفتح بتوصيل خطة الملك للقضاء علي التنظيم إلي جمال عبدالناصر الذي سارع بالقيام بحركة الجيش في 23 يوليو بعد ان كان مقررا لها يوم السبت الثالث من نوفمبر 1952 وهو ما يعني كشف تنظيم الضباط الأحرار ويعني ايضا تداعيات سلبية خطيرة في خطة الاعداد للثورة واضطر الضباط الأحرار إلي تقديم موعد الثورة من نوفمبر 1952 إلي يوليو من العام نفسه.
كانت خطة الضباط الأحرار تعتمد علي نجاح طليعة قوات الجيش بقيادة الضباط الأحرار في الاستيلاء علي المواقع العسكرية المهمة في العباسية وألماظة بالاضافة إلي هدف مدني وحيد هو مبني الاذاعة بالشريفين ليلقي منه أول بيان للثورة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف