أنت تابعت هذا المسلسل لأنه يشبهك وتحب تلك الأغنية لأنها تحكي حالك. فكلنا نريد أنفسنا أولا..ومن يستطع أن يحاكيك أكثر فهو الذي يجذبك أقرب.
الكلام يعيدني إلي مجموعة من المقالات كتبتها عن أحوال البيوت.. وما يفعل الرجال في زوجاتهم من تجاوزات. ويوم النشر أفاجأ بمكالمات من زوجات لا أعرفهن كل واحدة تسألني.. من حكي لك عن أسرار بيتي ومن أخبرك بما يفعل زوجي. كانت الزوجات يتحدثن بحرقة قلب تتساوي فيها زوجة زميل أو رئيس.. صغير أو كبير. وكنت دوما أجيب لا أعرف عنك.. ومالا تعرفينه انه ليس أنت وحدك.. معظمنا زوجات لنا نفس الأزواج.. ذات الطبع مع اختلاف الملامح. أغلبنا حلمنا بموقع الملكة داخل بيوتنا. إلا أن معظمهم عساكر الشطرنج.. وليس علي الرقعة.. ملك. فإن لم تكن ملكا فلن تتوج الرفيقة بالتاج أبدا. وما من طابية تحمي ولاحصان.
أنا .. وأنت
تذكرت ذلك مع عرض مسلسلات رمضان..وغالبا ما نراها سيلفي نبحث عن أنفسنا فيها..نتفاعل مع نظرة حب عشناها.. حالة هيام في السن الغضة. ظلم وقع وننتظر القصاص ولو علي الشاشة. فرحة علي وجه بطلة.
وقد اخترت منع أحفادي عن التليفزيون أساسا وخصوصا في رمضان وبالذات عن المسلسلات.. فالألفاظ والتحركات والأدهي الأفكار هدامة بعيدة عن أي قيمة.. ولأن أولادي وصغارهم الأهم فبعيونهم اخترت "تحت السيطرة". وبعد أن انتهيت من مشاهدته أحب أن يشاهدونه مع أول إعادة.
المسلسل متقن الحوار وانتقاء الأبطال. وهو صناعة متكاملة متوافقة.. والرسالة واضحة مغلفة بفن.
المدمنة التائبة حاسبها المجتمع أشد حساب.. فالبشر يصفي حساباته مع الانثي لأنها ذنب وقعوا فيه.
نهايات واقعية
والرائع ان نهايات المدمنين جمعت كل ما يمكن حدوثه.. فحبيب مريم الأول مات بجرعة زائدة حقنة بها قاصد شر أو مغيب عقل. وهو طارق. أما طارق نفسه فتركته زوجته رغم حبه وحبها لأنه مدمن. وصديقه أصابه الايدز كنتيجة للحقن الذي رأيناهم حين تشتد بهم الحاجة يلتقطون "السرنجات" من الشوارع ورأينا الزوجة التي تخون مع كل رجل يحمل لها جرعة. وتصرح الإدمان أفقد زوجي رجولته وأبحث عنها لدي أي.. حد.
والمدمن الذي بدأ بشقاوة شباب وصلت "لصياعة" لم يعد أحد يعيبها بل في معظم مسلسلات الحواري جعلوها شطارة انها شخصية علي الذي أحب هاينا الصغيرة وأحبته.. وأكمل "الصايع" حتي أصبح "ضايع" كاد يقتل هاينا.. شتات الفكر والفعل وهي أعطت نفسها الحقنة في المكان الخطأ فأصابها الشلل كل هذه "العفرتة" صارت جليسة كرسي متحرك.
ويأتي ماجد الكدواني ليكمل حقيقة ما يحدث للمدمن.. وتدمع عيونه وهو يحكي سرقت الدواء من أمي المريضة وبعته لأشتري المخدر. نزعت الحلق من أذن طفلتي من أجل المخدر.. سمعت زوجتي وهي تدعو الله علي.. احتقرت نفسي وقررت أن أكون إنساناً.. واستطعت بالفعل كان تحت السيطرة.. صورة سيلفي لكل ما نريد توصيله لجيل بكامله. ليبتعد عن الخطر ويعيش.. الحياة.