سامى عبد الفتاح
لماذا.. هزم مبروك الخواجة فيريرا
الحديث عن فوز الأهلي علي الزمالك بهدفي مؤمن زكريا لم ينقطع حتي اليوم رغم انها مباراة مثل كل المباريات في سباق الدوري. المحسوم من بدري لصالح الزمالك.. إلا أن الأهلي استطاع ان يقتنص جزءاً من الفرحة بالبطولة الخاصة. بعد هذا الفوز.. والذي جاء برأيي بسبب ان حافز لاعبي الأهلي في المباراة كان أكبر بكثير من حافز لاعبي الزمالك.. رغم ان مهمة الأهلي مع الثلاث نقاط كانت أصعب من مهمة الزمالك مع النقطة الواحدة.. فكيف فاز صاحب المهمة الأصعب علي صاحب المهمة الأسهل؟!
تفسير هذا اللغر يكمن في فارق الخبرة في الدوري المصري وطبيعة لقاءات الفريقين. بين فتحي مبروك صاحب التاريخ العميق جداً في لقاءات القمة كلاعب ومدرب وبين الخواجة فيريرا الذي خاض القمة الأولي له في هذه المباراة.. لقد لعب مبروك المباراة بفكر وتكتيك الخبير. بينما فيريرا لعب بفكره التقليدي.. وبمختصر الكلام لم يكن تشكيل الزمالك أو الطريقة التي لعب بها. بمختلفة عن كل مبارياته السابقة. وآخرها أمام الاسماعيلي والنصر وفاز في الأولي بثلاثية والثانية برباعية.. فظن فيريرا ان اللعب مع الأهلي لا يستلزم فكراً استثنائياً لهذه المباراة. طالما ان فريقه مستقر ويفوز بسهولة وبوفرة من الأهداف.. وهو فكر موجود لدي المدربين الكبار الذين يتمسكون بطريقتهم أياً كان الخصم. لثقة المدرب في قدرات لاعبيه وبأنهم قادرون علي مواجهة أي خصم مهما كانت طريقة لعبه. هجومية أو دفاعية أو متوازنة.. مثلما يحدث مع برشلونة والريال وتشيلسي والبايرن. وأيضاً الأهلي في عهد مانويل جوزيه. ومعه أبوتريكة وبركات والشاطر والنحاس ومتعب وفلافيو والحضري.. انه فكر الفرق السوبر.. لذلك لم يفطن فيريرا لخطورة اللعب بهذا الفكر مع الأهلي. الذي يمتلك ارادة استثنائية وكانت المباراة بالنسبة له حياة أو موتاً. رغم ان الفوز بها لن يعطيه سوي ثلاث نقاط لن تضيف له جديداً كوصيف في المركز الثاني.
ولكنها كانت بالنسبة لفتحي مبروك ولاعبي الأهلي. بمثابة نصف بطولة الدوري وان كانت بدون تتويج.. فاستجمع مبروك كل رصيده من الخبرات السابقة. ومعه جمعة وأيوب وعبد الصادق للتعامل مع المباراة علي انها جولة فاصلة في حسم البطولة الخاصة. كأنها نهائي كأس. وعلي اعتبار ان الفوز بها سيخطف نصف فرحة الزملكاوية ببطولة الدوري.. استطاع مبروك ان يتوقع سيناريو المباراة بأن الزمالك سيلعب بأسلوبه المعتاد. وهو الضغط القوي علي الخصم من الدقيقة الأولي. حتي يكسر ظهره. وأن فيريرا بأسلوبه الهجومي سيعطي الفرصة لقناصي الأهلي لخطف هدف أو أكثر..وانه كلما امتد الوقت سوف يفقد لاعبو الزمالك تركيزهم لعدم التهديف. مما يزيد فرصة التهديف للأحمر.. وهذا السيناريو هو ما تحقق بالفعل خلال التسعين دقيقة. وبتوقيت متشابه في الشوطين.. فأحرز مؤمن زكريا هدفه الأول بعد 30 دقيقة من بداية الشوط الأول وهدفه الثاني أيضاً بعد حوالي 30 دقيقة من بداية الشوط الثاني.. لذلك أقول برافو مبروك ولا تلوموا فيريرا. لأنه ليس علي دراية كافية بمباريات القمة.