لويس جرجس
صور من بلدي .. 1952/..2013 طريق طويل وحلم واحد
يوليو ..1952 يناير ..2011 يونيو 2013 حلقات معاصرة في سلسلة تاريخية مترابطة علي طريق طويل عنوانه هو بحث الشعب المصري عن حلم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ذلك الشعار الذي لخص مفردات الحلم وانطلقت الحناجر تهتف به في الشوارع والميادين في .2011
عندما نفذ ضباط يوليو "حركتهم" في صبيحة 23 يوليو 1952 كانوا يهدفون إلي تخليص الشعب المصري من فساد استشري وتربع علي العرش تاركا أبناء الشعب في ظلام الجهل والفقر والمرض وعندما خرجت الجماهير في 25 يناير 2011 تهتف بسقوط النظام كانت تهدف إلي تخليص البلاد من ديكتاتورية وفساد اطبقا علي انفاس الوطن عشرات السنين وجعلا المصريين مع معاناتهم اليومية من أجل لقمة عيش حلال يتحدثون كل لحظة عن يوم الثورة المنتظرة التي تخلصهم من هذا البلاء وعندما عادت الجماهير إلي الشوارع في 30 يونيو 2013 تهتف بسقوط الفاشية الدينية كانت تتطلع نحو تحقيق الاستقلال الوطني المهدد بحكم شعاره "طظ في مصر".
وطبيعي ان تواجه كل حركة تواجه الديكتاتورية والفساد والتبعية للخارج من أجل مستقبل أفضل للوطن والمواطن. مقاومة من أصحاب المصالح سواء من الداخل أو من الخارج هؤلاء الذين يتشبثون باستمرار نفوذهم وسلطتهم التي تضع خيرات الوطن في جيوبهم علي حساب باقي أفراد الشعب الغارق في فقره وجهله ومرضه.
مقاومة التغيير هذه تتحطم علي صخرة واحدة هي إرادة الشعب المتطلع إلي تحقيق الحلم.. هذه الصخرة لن تتمكن من صد الهجمات المضادة إلا إذا رأت بعينيها ولمست في حياتها تغييرا إلي الأفضل نحو العدالة الاجتماعية التي تنصف فقراء الوطن أولا.. هنا فقط يمكن للوطن ان يواصل مسيرة البناء والتنمية التي يجني ثمارها كل مواطن بالتساوي.
نبهنا زميلنا الصحفي محمد بسيوني في تدوينة علي فيس بوك وفي برنامج تليفزيوني الاربعاء الماضي إلي نسيان قيادات التليفزيون المصري بمناسبة مرور 53 عاما علي انطلاق أول تليفزيون عربي من القاهرة عام ..1962 قال بسيوني: تمنيت ان يكون التليفزيون والفضائيات المصرية مستعدين للحدث لكننا للأسف يقودنا قيادات واعلاميون بلا ذاكرة ولا رؤية ولا حتي قدرة علي الاحتفال.. لو كان الاحتفال بوصول طائرات الرافال مرتبطا بذكري افتتاح التليفزيون لتذكر الناس اننا نعيش مرحلة بناء وتحد وظروف صعبة انتصرنا عليها في الستينيات ونستطيع بإذن الله الانتصار عليها اليوم.
واضيف ماذا يبقي لنا لو محيت ذاكرتنا الوطنية بما تحوي من احداث ومواقف وبطولات وانتصارات وانكسارات تشكل كلها التاريخ الحي لهذا الوطن الذي نعشقه ونعمل علي ان يصل إلي القمة وان يعيش أبناؤها حياة حرة كريمة تليق بشعب بني حضارة عظيمة ويجب ان يعود إلي مجده القديم.
لقطة:
ولما كان التعليم هو أساس المجتمع والقاعدة التي يرتكز عليها فإن الجمهورية توفره بالتساوي لكل طفل من اطفالها.. يتلقي الجميع نفس التعليم الاساسي بالاضافة إلي التعليم المتخصص الذي يناسب مهنة كل منهم ويهدف هذا التعليم إلي تكوين عمال مهرة وآباء طيبين ومواطنين صالحين ورجال حقيقيين.
هكذا كان تصور كاتب فرنسي "ايتيين كابيه" في القرن التاسع عشر عن أهمية التعليم في المدينة الفاضلة التي تخيلها واطلق عليها اسم "ايكاريكا" والحقيقة ان كل تصور لمدينة فاضلة يركز علي الدور الهام للتعليم الذي يمكنه تحقيق المساواة بين ابناء المدينة ويؤدي إلي تحقيق التنمية المنشودة.
هل وصلت الرسالة؟