عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. مميش صاحب المقام الرفيع
نظرا لقرب انتهاء الانجاز الرائع والمشروع الضخم.. القناة الجديدة تعالوا نفكر في المشروع القادم الذي لا يقل أهمية عن القناة وهو العاصمة الجديدة.. لذا نريد "مميش آخر" علي رأس المشروع ليتولي العملية بنفس الجهد والعرق والاخلاص والحب والتضحية والوطنية والقومية التي حققت معجزة القناة.
الخبراء قالوا ان حفر قناة يستغرق عشر سنوات!! وقال آخرون ممكن خمسة!! اصر القائد الملهم ان عاما واحدا يكفي.. فإذا بالأخ مميش يختصر حتي من الشهور شهرا!!
نريد هذا في العاصمة الجديدة بإذن الله تعالي.. حلم الستينيات.
كل الأصابع والعقول تتجه نحو شخص يحسده الجميع علي ديناميكيته ونشاطه غير العادي وحبه لعمله وتفانيه في أداء عمله وعمل غيره.. ثم هو مؤهل علي أعلي مستوي في هذا العمل بالذات دراسة وعملا منذ تخرجه في الجامعة حتي الآن.. ولكن هذه الشخصية لها حاليا مهام أكثر فهو يحمل علي اكتافه مسئولية بلد بأكمله.. فهل من بديل بنفس أوصافه.. ياريت.
لقد جربنا أكثر من مرة حكاية تعيين شخص معين مسئولا مسئولية كاملة عن مشروع ما - وله كل السلطات بلا حدود وبلا مراجعة من أحد - صدقي سليمان لولا ان عينه عبدالناصر بعد عام واكثر من بداية بناء السد العالي بعد ما حدث من اخطاء وتأخر في البناء لولا تحمل صدقي سليمان المسئولية كاملة ما تم بناء السد في الموعد المحدد بالضبط!! ومن قبله في الخمسينيات حينما اقام عثمان محرم في أسوان لمدة عام كامل تاركا وزارة الاشغال العمومية ليقيم خزان اسوان عام كامل لم يدخل بيته ولا وزارته لكي يحقق معجزة انبهر بها العالم كله.
كان الاحتفال بافتتاح الخزان علي أعلي مستوي عالمي.. دعا الملك فاروق معظم الملوك والرؤساء حتي قيل انه كان في الجو "طابور طائرات" تحمل الضيوف مثل طوابير السيارات في الشوارع.. مطلوب ممن يتولي مسئولية العاصمة الجديدة أن يقيم في مكان قريب جدا من المنطقة مثل ما فعله عثمان محرم وصدقي سليمان ومميش وياريت نحدد موعدا نهائيا لنهاية المشروع رغم ضخامته.. نريد ان نعيد بناء مصر بعد كل ما عانته من اهمال ومطامع وحروب واعتداءات ونقص في الأنفس والثمرات.
***
وإذا كنا قد أقمنا تمثالا لفرنند ديلسبس من أجل القناة الأولي تمثالا ولا تمثال سعد زغلول أو طلعت حرب أو مصطفي كامل فلا أقل من منح مميش أمام ملوك العالم ورؤسائه نيشان النيل مثل اصحاب نوبل.. كان زمان من يحمل نيشان النيل يلقبونه "صاحب المقام الرفيع" وأيضا عسكرية رتبة مشير علي أقل تقدير!! لقد انجز مميش ما لم ينجزه من يحمل لقب المشير.
نريد انتصارات متتالية بإذن الله تعالي وبتوفيقه.. حتي تخرس تلك الألسنة وتحطم تلك الأقلام الفاجرة التي يحملها الناصريون الذين جن جنونهم حينما اردنا ان نصلح ما افسدوه من قبل.. تماما كما حدث لأنور السادات حينما استعد للحرب.. استعد عسكريا وسياسيا بتقربه من أمريكا وترديده المستمر بمقولة ان 99% من الحل في يد أمريكا ورحلات كيسنجر المكوكية وتنفيذه نصيحة زيارة القدس.. لولا هذا ما كنا سنسترد سيناء بأقل الخسائر الممكنة.. والكارثة ان هؤلاء الناصريين استولوا في غفلة من الزمان علي وسائل الاعلام المختلفة خاصة الصحف الكبري ولا ادري كيف تبدأ انتخابات مجلس النواب الجديد في ظل هذا الاعلام الناصري الذي يسمي القناة الجديدة بأنها "تفريعة"!!
***
قرأت في صحف أمس ان هناك لجنة لاعادة هيكلة ماسبيرو والاعلام والصحف برئاسة المستشار ابراهيم هنيدي الذي صرح بأن الصحف القومية والاعلام الرسمي كانا غائبين ولم يؤديا دورهما المطلوب في هذه الآونة الحرجة لذا لابد من اعادة الهيكلة الوزير في طريقه للاجتماع بكل خبراء ووزراء الاعلام السابقين والموضوع يحتاج لسرعة.. هل معقول ان تصدر الصحف القومية منذ يومين تشيد ب "الثورة الأم".. ثورة يوليو التي أضاعت البلد هي الثورة الأم؟! تصوروا!!