الوفد
رمزى زقلمة
من سيقص السلسلة الحديدية؟
لقد عاودتني ذكري ضباب الرئيس السادات وأن التاريخ قد يعيد أحداثه بصورة أخري وإن انمحت بعض التفاصيل فالذاكرة في وهن ولكن بقيت عدم الشفافية تحلق في الأفق هذه الأيام وتواريخ الانتخابات تترنح بين التصريحات وأحاسيس التخوف من انتخاب عناصر لا تعي خطورة هذه المرحلة التي نحن بصددها، وأستشعر أن الرئيس السيسي أيضا يتحسس خطواته بكل دقة، وتعود بي ملامح من الذاكرة ففي عام 1930 أي أن هناك الكثيرون لم يعيشوا الحدث عندما أقيلت أو استقالت الحكومة الوفدية وتكليف إسماعيل باشا صدقي بتأليفها فقامت الحشود الوفدية تكشر عن أنيابها فلجأت الي البرلمان لتأخذ التأييد فأصدر إسماعيل باشا أمرا بقفل باب البرلمان بسلسلة حديدية حتي لا ينعقد المجلس، فما كان من الوفدي ويصا واصف باشا إلا فض السلسلة الحديدية وبقية الأحداث يرويها التاريخ وتبدأ اليوم الحدوتة الكارثية بالموافقة علي الدستور الحالي والذي يحمل بين طياته جنين لقيط يبحث عن أب يعترف به وتناول الحقوقيون والدستوريون ما بين السطور ليعلنوا أن البرلمان المقبل يهدد الحياة السياسية والأمن القومي منذ منح أعضاء المجلس من السلطات ما يتجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية ولعل ذلك جاء نتيجة الخبرات السابقة للشعب وهو يعاني من تصعيد رؤساء يتدثرون بالديمقراطية ويمارسون الديكتاتورية وأعود إلي أحاسيس التخوف النابعة من تصريحات قد تحمل الصدق أو الوعيد بين طياتها بأنه تم رصد ملياري دولار لهذه العملية لشراء البرلمان القادم من خلال وجوه جديدة تحت عمامة حزب النور الديني والذي لا أجد سببا مقنعا من عدم حله، ولقد حذر سياسيون من إجراء الانتخابات في ظل الدستور الحالي مؤكدين أنه لو سيطرت كتلة برلمانية علي قرار المجلس سواء كانت تحمل الإسلام السياسي أو رجال أعمال سوف تتعارض مع مصلحة البلاد العليا وسوف ندور ونلف في دوامة من سيسحب الثقة من الآخر الرئيس المنتخب أم النواب الذين اشتريت ضمائرهم وأوضح ذلك د. نور فرحات الباحث الدستوري أن البرلمان القادم يستطيع سحب الثقة من الرئيس حال عدم حصوله علي أغلبية ثلثي أعضاء المجلس ثم عرض الأمر باستفتاء شعبي في الوقت الذي لا يعطينا فيه القدر رفاهية الاختيار خاصة أن التنظيم الدولي للإخوان ومن معهم يطرحون خطة جديدة للاستيلاء علي البرلمان.. وأخيرا ما جاء بمقال عماد أديب «ماذا يريد الأمريكان؟» وتصريح رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي في مؤتمر عام بأن مسألة القضاء علي «داعش» سوف تستغرق ما بين عشرة الي عشرين عاما.. سيدي المسئول الأمريكي رفيع المستوي الأمر في يدك امنع عنهم الماء والطعام والإمدادات المسلحة التي توردها لهم وسوف تموت الحركة من شهر إلي شهرين.. لقد أطلقت المارد من القمقم وأطلقت الوحوش في الأدغال ثم تبكي؟! إذا أردت البكاء وهو حق لك فابك علي عدم صلاحيتك وقلة خبرتك.
ولا يفوتني لإكمال القصة المقال الشيق بمجلة «البوابة» وكما جاء في مقال أ. رشاد عماد بالعدد 20/7 وبه كافة التفصيلات.. لماذا انقلب الإخوان علي ثورة أو حركة 23 يوليو 52 وقد عشت هذه الفترة لقربي من جمال عبدالناصر ومحمد نجيب وكنت علي صداقة مع كمال رفعت وكان له الفضل في تقديمي لعبدالناصر وكان معي الصديق الراحل محسن لطفي السيد وسمير مكرم حفيد عمر مكرم وإسماعيل مرزوق وآخرون وكنا ننقل القنابل بزجاجات البيرة من ميدان الجامع لنلقيها علي المعسكرات الإنجليزية بالسنبلاوين وقد أعاد لي الذاكرة الصديق سمير غانم الخبير الاستراتيجي في مقاله بالوفد يوم 19/6 تحت مانشيت تحية للأبطال في ذكري عيد الجلاء 18 يونيو 1956، والذي أكرر له الشكر علي إحياء الذاكرة وعلاقتي مع صلاح سالم وثروت عكاشة وعلي زين العابدين حسني والد الشاب جواد حسني أسطورة بورسعيد وعبدالمنعم رياض وعبداللطيف البغدادي وأحمد ماهر والصديق الغالي علي حمدي الجمال رئيس تحرير الأهرام في فترة ما، وعبدالمقصود باشا أحمد رئيس بنك مصر، وكانت أيام حبلي بالأحداث وكلما أردت الإمساك بخيط يتوه مني إنه تاريخ ما أهمله التاريخ والأيام تجري والذاكرة ترحل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف