تصاعدت الأحداث في اليمن بشكل سريع بدءاً من الواحد والعشرين من سبتمبر الماضي عندما دخل الحوثيون إلي صنعاء وسيطروا علي الأماكن الحيوية بها واستمر التصاعد إلي أن استولوا علي مبني التليفزيون ووكالة الأنباء ثم الاستيلاء علي القصر الجمهوري وتحديد إقامة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقد زاد الأمر تعقيداً أن غاب الجيش اليمني والشرطة اليمنية عن أي أعمال مقاومة للتدخل الحوثي - بل علي العكس - فقد انضمت بعض عناصر الجيش والشرطة لهم وأصبحوا داعمين للحوثيين ومدربين لهم علي العديد من الأسلحة والدبابات والآليات التي تركها الجيش طواعية بدون أدني مقاومة لهم.
يعد ما حدث انقلاباً متكامل الأركان داخل اليمن الذي يعاني الآن من انهيار كامل للدولة والسلطة الشرعية وأصبحت اليمن تدار بواسطة مجموعة من الهواة الذين يفتقدون الخبرة السياسية علي الصعيدين الداخلي والخارجي.. وما يحدث الآن لا يمكن وصفه إلا بالفوضي العارمة التي دخلت باليمن إلي منحدر شديد الخطورة قد ينتهي بها "لا قدر الله" بحرب أهلية.. إذا ما بدأت فمن المؤكد أنها ستكون طويلة الأمد.
ليس هذا فقط.. بل إن انفصال جنوب اليمن وإعادة إعلان استقلال اليمن الجنوبي وعاصمته صنعاء وارد بشدة.. بل وقد أعلن بالفعل رئيس الوزراء اليمني السابق حيدر أبوبكر العطاس استقلال الجنوب ومطالبته الدول العربية بالتدخل لحماية الجنوب اليمني.
يحاول الحوثيون الآن السيطرة علي مأرب حيث إن بها آبار البترول والغاز فضلاً عن محطات القوي الكهربائية الرئيسية التي تغذي صنعاء العاصمة بالكهرباء وبالتالي فإن مأرب مرشحة وبقوة أن تدار بها معارك شرسة بين الحوثيين وعناصر القبائل والعشائر اليمنية من تلك المنطقة والرافضين لحكم الحوثيين ومحاولة سيطرتهم علي آبار البترول والغاز في أراضيهم ومناطقهم.
تنظيم القاعدة ليس غائباً عن المشهد فهو تنظيم متواجد علي الأراضي اليمنية ومسيطر علي أجزاء منها وله نفوذ قوي بها والاعتقاد السائد الآن أن القاعدة في اليمن ستقوم بتوسيع نفوذها بها وستزيد من عملياتها الإرهابية خلال الفترة القادمة.
داعش ايضا دخل حلبة الصراع.. فقد أعلنت جماعة تدعي جماعة مجاهدي اليمن خلال شهر نوفمبر الماضي مبايعتها لداعش وولاءها لأبوبكر البغدادي وطلبت داعش في العراق وسوريا من المقاتلين اليمنيين المنضمين لها هناك بمغادرة العراق وسوريا فوراً والانضمام إلي الحوثيين في قتالهم داخل البلاد لدعم الحوثيين وضمان استمرار النفط لتحقيق مكاسب جيواستراتيجية داخل اليمن ليكون أمراً واقعياً إذا ما تم الدخول في مفاوضات سياسية بين الأطراف المتنازعة بها.
كانوا يطلقون علي اليمن اسم اليمن السعيد.. السؤال الآن: هل لايزال اليمن سعيداً أم يمكن القول علي اليمن - اليمن التعيس بكل أسف؟