السيد البابلى
الحكومة.. والاحتجاجات الفئوية
* بدأت الاحتجاجات الفئوية تعود لمحاصرة مجلس الوزراء للضغط علي الحكومة لتحقيق مكاسب وحقوق.
والملاحظ أنها احتجاجات لا تنشط ولا تأخذ شكلاً منظماً إلا كلما كانت هناك قضايا سياسية داخلية ساخنة أو أزمات أمنية.
ولأن الدولة في حرب شرسة مع الإرهاب. ولأن الأمن يحاول قدر المستطاع ملاحقة وتتبع ومحاصرة الإرهابيين الذين انتشروا في كل مكان يزرعون القنابل ويهاجمون المنشآت. فإن أصحاب الاحتجاجات الفئوية وجدوا أن الفرصة مناسبة لكي يذهبوا إلي مقر الحكومة ليحصلوا علي ما يمكن أن يخرجوا به في هذه الظروف.
وقد أخطأوا في هذا التوقيت..پولن يجدوا من سيتعاطف معهم رغم عدالة وأهمية القضايا التي يعرضونها.
فنحن مع أصحاب الاحتياجات الخاصة في مطالبهم بالتوظيف وتوفير الشقق.. ومع أحقية المتقدمين لشغل وظيفة عسكري درجة أولي في التثبيت ولكننا لسنا معهم في التجمهر والتظاهر واختلاط الحابل بالنابل في هذه الأوقات العصيبة.
فالشارع يجب أن يهدأ. والناس عليها أن تصبر. والدولة عليها أن تمضي للأمام.. وتحقق الأمن والاستقرار لكي نتفرغ للتنمية ومخاطبة وحل القضايا المتعلقة بالمواطن وحصوله علي حقه في الحياة الكريمة.
***
تنتقد صحيفة "الواشنطون بوست" الأمريكية إدارة الرئيس أوباما في موقفها من النظام المصري. وتقول إن رهان أوباما علي هذا النظام خاسر..!!
والواقع أن رهان أي نظام علي الإدارة الأمريكية هو الخاسر وهو الذي لا يصمد في مواجهة إرادة الشعوب.
وقوة النظام المصري الحالي لا تأتي من الخارج. ولا بتوجيه من أي قوي سياسية خارجية. بقدر ما هو نظام يستمد قوته من شعبه وبإرادة الأغلبية التي فرضت التغيير والتي طالبت هذا النظام بتحمل المسئولية والتي تقف خلفه الآن بكل قوة لعبور مرحلة الإرهاب وتثبيت دعائم دولة جديدة لكل المصريين.
وإذا كانت الولايات المتحدة حريصة علي مواجهة الإرهاب في العالم فإن عليها أن تدعم مصر بقوة في معركتها الحالية ضد قوي التطرف والعنف.. وأن يكون الدعم قوياً وملموساً وواضحاً بعيداً عن أساليب الخداع والمراوغة والالتقاء بجماعات محظورة في بلادها وحكم عليها بأنها جماعة "إرهابية"..!
إن موقف واشنطن في الحوار مع جماعة الإخوان في داخل الخارجية الأمريكية لا يعني إلا أن أمريكا هي راعية الإرهاب في العالم.. والرهان عليها هو دائماً الخاسر.
***
يقود ملك السعودية الجديد سلمان بن عبدالعزيز ثورة تغيير من الداخل لبناء شكل جديد للحكم وسياسات مختلفة وجديدة للمملكة.
والملك سلمان قرر أن يطرق الحديد وهو ساخن. فلم ينتظر كثيراً في إجراء التعديلات والتغييرات والإطاحة برموز وقيادات.
وقد بدأ الملك التغيير في اليوم الأول من توليه الحكم بشكل حازم وسريع وفي رسالة بأنه قد جاء ليحكم وأن هناك تغييراً سوف يحدث.
والملك الجديد يدرك جيداً حجم التحديات التي تواجه بلاده من الداخل وخاصة ما يتعلق بصراع الأجيال وتطلعات البعض إلي مزيد من الانفتاح والتحرر الاجتماعي.
ونحن نتابع أخبار المملكة بنفس الاهتمام الذي يتابعون به أخبار مصر. فأمن واستقرار السعودية من أمن واستقرار مصر. وإذا ما كان التنسيق والتعاون والتفاهم قوياً ومستمراً بين القاهرة والرياض فإن العالم العربي يشعر بأن هناك مرجعية يمكن الرجوع إليها وأنه بخير.
وكل الأمنيات لملك السعودية الجديد ولشعبها بأن تستمر وتدوم نعمة الأمن والأمان والاستقرار.
***
الدعارة الفكرية أصبحت أشد خطراً وإيذاءً من الدعارة الجسدية.. وما أكثر من يمارسونها الآن..!