الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. قصة مقتل أسمهان كاملة
ما صرح به أخيرا الفقيه الإسلامي الكبير ثروت الخرباوي عن حقيقة مقتل اسمهان اتضح انها موثقة ومدعمة في وثائق كل من وزارتي الخارجية الانجليزية والفرنسية.. كان الفقيه الكبير الذي حضر بداية المؤامرة بالصدفة عندما زار رجل المخابرات البريطانية حسن البنا فجأة في وجوده ووضع ألفي جنيه مصري علي المنضدة وهم بالرحيل فقال له حسن البنا خذ أموالك قبل ان تمضي.. ثم علم الأخ الخرباوي أن رجل المخابرات عاد مرة أخري في عدم وجود أحد ليتفق مع حسن البنا علي مقتل اسمهان مقابل ألفي جنيه!! والألفا جنيه في ذلك الوقت مبلغ كبير لأن الجنيه الورق أغلي من الجنيه الذهب.. وكانت المقابلة الثانية لرجل المخابرات سرية للغاية لعدم وجود أحد قط.. ولكن الاشاعات المؤكدة كانت تروي خطة مقتل اسمهان بالقائها في الترعة داخل سيارة انجليزية!!! بتدبير انجليزي!! ولكنها مجرد شائعات.
وتمر 71 عاما ويتأكد الفقيه الكبير بعد نشر الواقعة في الوثائق الأوروبية لذلك بدأ يصرح بها.. قالت الوثائق ان أسمهان كانت تتقرب من رجال السفارة الانجليزية وتعرف أسرار الحرب العالمية الثانية التي كان في أوجها عام ..1944 وكانت تنقل هذه الأسرار لألمانيا عن طريق فاروق الذي كان يدعم الغزو الألماني بقيادة روميل!!! في العلمين علي مسافة قصيرة من الإسكندرية.
***
ولكن .. لماذا ظل الملك فاروق موضع اتهام طوال هذه المدة "71 عاما"؟؟؟ أقول لك كانت اسمهان قريبة جدا من السراي.. تسهر كثيرا هناك مع شلة أصدقاء لملك.. ثم بدأت تصوير فيلم "غرام وانتقام"!! في استديو مصر.. ثم فوجئ كل من في الاستديو ذات ليلة بعد منتصف الليل بوجود الملك فاروق يفتح الباب ويدخل عليهم.. بلا حراسة أو حتي صديق.. قاد سيارته بنفسه دون حراسة وذهب إلي الاستديو وأصر علي أن يجلس في ركن بعيد عن التصوير ليشاهد كيف يتم اخراج الأفلام.. وشاهد الملك أكثر من لقطة وغادر المكان عند بزوع الفجر.. كان هذا قرب نهاية تصوير الفيلم.. ثم كانت مفاجأة مقتل اسمهان وباقي لها عدة مشاهد لم يتم تصويرها فقام يوسف وهبي بتعديل السيناريو وادخال حادث مقتل اسمهان ضمن أحداث الفيلم ودخول يوسف وهبي مستشفي الأمراض العقلية!!! ويؤلف قطعا موسيقية حزينة ويطلق عليها اسم اسمهان الذي في الفيلم.
***
ثم حدث ما هو أكثر من هذا..
أصر الملك فاروق علي مشاهدة الفيلم في سينما استديو مصر بميدان الأوبرا.. في لوج يجلس فيه يوسف وهبي الذي منحه الملك فاروق رتبة البكوية وهو يهنئه بنجاح الفيلم.
حضور الملك تصوير بعض مشاهد الفيلم ثم تقع الجريمة بعد ذلك في نفس الأسبوع.. ثم اصراره علي مشاهدة الفيلم في أول يوم عرض.. أكدت أن الملك فاروق هو القاتل إلي ان تمت تبرئته علي لسان الفقيه الإسلامي الكبير الخرباوي الذي كان يوما من كبار جماعة الإخوان المسلمين منذ بدايتها ثم تبرأ منها منذ سنوات.
***
وهذه الحكاية ليست غريبة في سلسلة الاغتيالات السياسية.. فقد اكتشفوا من الذي دس السم البطئ في معدة نابليون بعد مرور أكثر من نصف قرن!!! وعثروا علي العطفي بعد وفاة عبدالناصر خلال مباحثات كامب ديفيد!!! ولم يتم معرفة حقيقة موت المشير عبدالحكيم عامر ولا عمر سليمان ولا المشير أحمد اسماعيل علي بعد انتهاء حرب أكتوبر مباشرة ومن قبل عزيز فهمي.. وأحمد حسنين وغيرهم وغيرهم رحم الله الجميع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف