الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
"المرحوم" مهرجان الإذاعة والتليفزيون
مع بعض الأصدقاء القدامي في نادي الجزيرة.. دار الحديث والحوار حول إعادة الماضي الجميل.. مادام شهر رمضان بدأ وانتهي دون أن تفكر ماسبيرو مجرد تفكير في تحديد موعد مهرجان الإذاعة والتليفزيون.. وبذلك ضاع الوقت لإقامة مهرجان هذا العام.. فعادة نبدأ التحضير للمهرجان من قبل الشهر الفضيل بمدة لكي تبدأ جلسات التحكيم بعد رمضان بأيام قليلة والمسلسلات والبرامج مازالت في ذاكرة الناس وموضوع حديث الناس.. وأيضاً لجان التحكيم تكون في الصورة من قريب!!
لذا كان حديثنا في نادي الجزيرة لماذا لا نعيد الماضي الجميل حينما كانت بداية المهرجان ومولده ونشأة فكرته هنا.. في سطوح المبني الاجتماعي الذي وقفت يوماً صاحبة أجمل صوت ياسمين الخيام تشدو بأعلي صوتها دون أوركسترا أو ميكرفون "محمد يا رسول الله" صلي الله عليه وسلم في منتصف الليل بعد فوز مسلسل "سيدنا موسي" تأليف أمينة الصاوي وإخراج أحمد طنطاوي يساعده مجدي وشكري أبوعميرة وتأليف أمينة الصاوي.. وبعد ثلاثة أعوام قرر التليفزيون نقل الفكرة إلي ماسبيرو!! وسمع سكان الزمالك كلهم هذا الصوت الجميل.
قال بعض الأعضاء القدامي: تعالوا نعيد مجد الماضي.. ونبدأ نحن هنا لكي نوقظ النائمين ونتمسك بإحياء الفكرة التي ولدت هنا وتم إهمالها أربعة أعوام فسرقها بعض الانتهازيين في مصر والخارج.. تعالوا كما بدأنا نعود.. ولم لا؟؟
***
وكان رأيي محبطاً للجالسين.. هناك فرق كبير بين خلق فكرة جديدة مبهرة تجذب الناس والمسئولين عن الفن والإعلام وبين إحياء فكرة قديمة معروفة.. دخل عليها تعديلات كثيرة فلم تعد بعد مقصورة علي مسلسلات رمضان وفي مصر فقط.. أصبح المهرجان "عربياً" علي رأي صفوت الشريف الذي كان يردد دائماً وكثيراً عبارة "الجائزة عربية".. "الفائز عربي" ليؤكد الوحدة العربية!!
الدنيا تغيرت يا جماعة.. ونادي الجزيرة نفسه تغير.. أين الدكتور مصطفي قناوي رئيس النادي الذي كان يحضر بعد صلاة الفجر مباشرة لكي يلبس الشورت ويجري حول التراك ثم يغطس في حمام السباحة ثم يستحم ويبدأ عمله في النادي ثم كلية الطب ثم عيادته الخاصة.. أين أمثال هؤلاء؟؟.. أين حسين عنان الذي كان يجمع بين رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون في نفس الوقت أمين صندوق النادي.. وحسين عنان ابن العباسية ومدرسة فؤاد الأول والده أحمد باشا عنان رائد التأمين في مصر.. بل أين أيضاً حسن إمام عمر شيخ نقاد الفنيين لإجراء الاستفتاء بسرية كاملة وحياد كامل.. بل أين كرم بل يزخ زمان حينما كان حسين عنان يعطي ظرفاً فيه مبلغ غير معلوم للفائزين والفائزات ولكن الدكتور قناوي يري أن نادي الجزيرة أكبر من هذا فكان يتم تصنيع ميدالية كبيرة عبارة عن خمس جنيهات ذهب محفور عليها المناسبة واسم الفائز أو الفائزة واسم النادي.. الدنيا تغيرت ويارب نعيدها في ظل "الجمهورية الثالثة" بعد أسوأ وأسود ستين عاماً مرت بنا.. رغم أنف من احتفل بهذا الفشل منذ أيام.. باختصار ضعوا أمام عبارة "مهرجان الإذاعة والتليفزيون" كلمة "المرحوم"!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. الولادة سهلة وفرحة وإحياء الميت مستحيلة وحزينة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف