تواصل الأجيال.. تطوير الأداء.. مزيد من العطاء.. دعم المنظومة الأمنية.. كلها عناوين لأكبر حركة تنقلات وترقيات في تاريخ وزارة الداخلية.. والتي شملت 45 قيادة.. منها ولأول مرة تغيير 24 مدير أمن دفعة واحدة..!!
اختارت الوزارة تلك القيادات.. بهدف تواصل حراس الأمن والامان.. وتوسما بأن يثبت كل منهم ذاته.. ويؤكد حسن اختياره.. ويقدم الدلائل العملية علي أنه يملك رؤي خلاقة. وتطلعات طموحة.. ويتمتع بفضائل الكفاءة والعلم والمهارة.. والقدرة علي قيادة المرءوسين نحو المواجهة الحاسمة لصور الخروج عن الشرعية..!!
تصريحات المسئولين الجدد.. جاءت وردية. والوعود والتعهدات اتسمت بالجدية.. لكن العبرة بالتنفيذ السليم والتطبيق الصحيح.. وتحقيق الأهداف المرجوة.. والوصول للنتائج المرضية.. يستلزم جهدا مضنيا. وعملا دؤوبا.. لاسيما ان معظم المشاكل الأمنية واحدة.. وتكاد تكون متطابقة في كل المحافظات. وكافة المدن. وجميع القري!!
أول الأهداف.. اعادة إحساس الامان والهدوء للمواطنين علي مختلف انتماءاتهم وقياداتهم.. بالتصدي بحزم وصرامة لمحاولات نشر الفوضي.. وإجهاض المخططات التي تستهدف زعزعة الاستقرار.. ومواجهة الأعمال التي تضر بالصالح العام بكل وسائل القوة والردع.
التواجد الشرطي بالشوارع والميادين والأحياء العشوائية.. بات ملحاً وضرورياً.. للقضاء علي ظواهر البلطجة والفتونة والتحرش. وتثبيت المواطنين. وسرقة السيارات. واختطاف الصغار طلبا للفدية.. ولابد من اعادة النظر في خطط حماية المدن الجديدة.. والتي ينقصها الكثير من الضوابط الأمنية..
القضاء علي البؤر الاجرامية. وازالة جميع الاشغالات.. واسترداد أملاك الدولة.. واعادة السيولة المرورية.. وفرض الانضباط في الشارع يأتي بتنظيم الحملات الدورية والمفاجئة واظهار العين الحمرا لكل مخالف!!!
مكافحة الجريمة قبل وقوعها.. هدف ثمين.. يستوجب اليقظة والمقرر والعمل برؤي متطورة.. تعتمد علي المعلومة.. واستخدام وسائل العلم الحديث.. لتساهم بدور كبير في وأد العمليات الارهابية..!!
التوازن بين ضبط المنظومة الأمنية.. واحترام حقوق الانسان.. من أهم الأهداف.. لكي تستعيد الشرطة الثقة والترابط مع المواطن.. وتنجح في التعاون والتضامن مع كافة الهيئات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني.. وبالتالي تختفي حوادث الاختطاف والتصادم بين أبناء الوطن الواحد.
لا تهاون مع الخارجين علي القانون.. ولابد من تطبيق اللوائح بحسم وصرامة.. ويجب الإسراع بتنفيذ الأحكام الصادرة ضد المتجاوزين دون هوادة.. وبلا تقاعس.
لقد استعادت "الشرطة" الكثير من عنفوانها.. لكن أمامها أيضا مشوار طويل وصعب حتي تصل الي المستوي الذي يليق بمكانتها وتاريخها.. لذلك وجب علي القيادات الجديدة الوفاء بالوعود.. والارتقاء بالمنظومة.. والعمل قولا وفعلا بشعار "الشرطة في خدمة الشعب".. وليدرك كل منهم انه جاء الي منصبه.. ليس لأنه أفضل من سلفه.. وانما لأجل مزيد من العطاء والتحديث والتطوير.. ونشر مظلات الامان في كافة الربوع.. فهل هم فاعلون..؟!
بقي إبداء كل مشاعر الاجلال والاحترام والثناء للقيادات السابقة.. التي أدت الواجب بكل ما تملك من جهد واخلاص.. وقد أحسن وزير الداخلية صنعا أن وجه اليهم الشكر والتقدير.. لأنهم بالفعل أوفوا العطاء. وأدوا الواجب. وبذلوا الجهد.. وقاموا باعداد وتأهيل قيادات جديدة.. تسلمت الراية.. وتولت أسمي مهمة.. "حماية أمن واستقرار الوطن والمواطن".