احتفلنا منذ أيام بثورة 23 يوليو التي قادها الزعيم جمال عبدالناصر واحتفلنا الشهر الماضي بثورة 30 يونيو والتي قادها الرئيس عبدالفتاح السيسي.. اوجه التشابه بين الثورتين كثيرة.. وأوجه الاختلاف اكثر.. هذا هو الموجز واليكم التفاصيل..
ولنبدأ بثورة ناصر ورجاله الاحرار.. حيث عاني الشعب المصري من الظلم والاستعباد وفقدان العدالة الاجتماعية وكانت الفجوة شاسعة للغاية بين طبقات المجتمع مما أثر بشكل سلبي علي العلاقات بينهما.
وكانت الغالبية العظمي من المصريين يشعرون بالمهانة حينما يلتحقون بالجيش ليس لأنهم لا يرغبون في اداء واجبهم الوطني بل لأن هذا الواجب كان يقتصر علي الفقراء وحدهم دون الاغنياء القادرين علي دفع البديلة كمقابل اعفائهم ثم سيطرة حفنة قليلة من كبار الاقطاعيين علي الأرض الزراعية في مصر وعاني الفلاحون من سطوتهم فكان الاقطاعيون يملكون الأرض ومن عليها واقتصر التعليم علي الأغنياء في ظل نظام فاسد يتولاه الملك فاروق وحاشيته الفاسدة التي كانت تنفق ببذخ شديد علي حفلاته وفي ظل جشع الملك وحاشيته وفساد الحكم والأحزاب وفضيحة الأسلحة الفاسدة وحريق القاهرة وقمع المظاهرات الطلابية التي تطالب بالاستقلال انطلق الضباط الأحرار تملؤهم القوة والشجاعة وحب الوطن ليأخذوا بيد الشعب من عصر الظلم إلي ثورة وطنية...
وكانت ليلة الثالث والعشرون من يوليو تموز سنة أثنان وخمسين وتسعمائة والف انطلق الضباط الاحرار ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية لعصر جديد مشرق في تاريخ مصر والعرب والشرق الأوسط بل ودول العالم الثالث وانتصرت ارادة الشعب الذي التف حول الضباط الأحرار لنبذ الظلم وليؤكدوا للشعوب العربية من الخليج إلي المحيط أن قوتهم في توحدهم ليجمعوا الهمم نحو استعادة الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
تميزت الثورة بالمرونة وعدم الجمود في سياستها الداخلية لصالح الدولة حيث لم تجمد سياسة الثورة الخارجية في مواجهة الاستعمار بعد رفض امريكا امدادها بالسلاح وسحب عرضها في بناء السد العالي.
اما الحديث عن ثورة 30 يونيو فيطول فقد انهي الشعب المصري حكم محمد مرسي بعد عام وثلاثة أيام فقط قضاها في الحكم ارتكب خلالها أخطاء فادحة انهت العلاقة بينه وبين الشعب في خلال هذه المدة الزمنية الضائعة من عمر مصر التي كانت البلاد فيها أحوج ما تكون لاستثمار كل يوم للبناء والتقدم والنمو والاستقرار.
إصدار العديد من القرارات والإعلانات الدستورية التي تسببت في زيادة الضغط الشعبي علي الجهاز الأمني بالخروج في مظاهرات عارمة إلي الاتحادية والتحرير فشهدت مصر أول حالة سحل لمواطن علي مرأي العالم أجمع.
الإفراج عن سجناء جهاديين من ذوي الفكر المتطرف استوطنوا سيناء وسعوا إلي تكوين إمارة إسلامية متطرفة تستمد العون من انفاق التهريب مع قطاع غزة التي حظيت بكل الدعم والحماية من رئيس الدولة ذاته. نفذت هذه الجماعات فعلاً خسيساً بالإجهاز علي 16 شهيداً من الأمن وقت الإفطار في رمضان. وبعد أشهر تم اختطاف سبعة جنود قبل أن يفرج عنها بفعل حشود الجيش لتعقب الإرهابيين وتدخل جماعة الرئيس للإفراج عن الجنود.
افتعال أزمات متتالية مع القضاء بدءا من إقصاء النائب العام إلي محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار الرئيس واستمرت الأزمات بين القضاء والرئاسة. حيث قضت محكمة القضاء الإداري بوقف تنفيذ قرار تنظيم الانتخابات البرلمانية فكان أن رفعت جماعة الإ]وان شعار تطهير القضاء والعمل علي سن تشريع يقضي بتخفيض سن التقاعد للقضاة ليقصي عدة آلاف منهم ليحل بدلاً منهم أنصار الحكم.
أما اوجه الاختلاف بين الثورتين فكثيرة أهمها أن ثورة جمال عسكرية وثورة السيسي شعبية فكان التفاعل مع السيسي حاشداً ب 30 مليون مؤيد.