الأهرام
مرسى عطا الله
الإسلام.. وحقوق المواطنة!
4 - بعيدا عن التفاصيل والحيثيات المرتبطة بصدق الدعوة إلى ترشيد الخطاب الدينى وتأكيد بطلان ادعاءات الخوارج الجدد الذين يزعمون بأن الترشيد يعنى الخروج عن ثوابت الشريعة الإسلامية لابد من تجديد وترسيخ اليقين لدى كافة الناس ـ مسلمين وغير مسلمين ـ بأن دعوات الترشيد تتفق تمام الاتفاق مع جوهر وروح العقيدة الإسلامية التى تبيح لكل إنسان أن يقول ما يشاء وأن يعتقد ـ داخل نفسه ـ ما يرى أنه الحق والصواب.

أتحدث عن خطاب دينى مستنير يتبناه الأزهر الشريف متأسيا بالرسول عليه الصلاة والسلام الذى كان يدعو إلى رسالته بالحكمة والموعظة الحسنة وحث أتباعه وأنصاره أن يجادلوا بالتى هى أحسن وألا يجهروا بالسوء من القول ولا يبادرون به وأن يعرضوا عن الجاهلين حتى لو أساءوا إليهم.

الخطاب الدينى المرتجى والمأمول هو رسالة تكشف وتعرى دعوات الزيف والضلال وتتبرأ من سلوكيات العنف والإرهاب لأن أعظم ما فى الإسلام أنه يحترم النفس والروح.. وصدق المولى عز وجل حيث يقول فى سورة المائدة: «وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْم علـى ألاَّ تَعْدِلُوا اعْدلُوا هُو أقْرَبُ للتَّقْوَى» فالإسلام يعتبر رعاية وصون واحترام حياة الإنسان وكرامته عنوانا لصدق الإيمان وقيمة العدل.

ومن يتعمق فى الشريعة الإسلامية يزداد يقينه بأنه لا يجوز تحت رايات الدولة الإسلامية أن تكون هناك تفرقة فى المعاملة بين الناس بسبب الجنس أو اللون أو الدين فليس فى الإسلام ما يخول أحد حق حرمان أحد من حقوق المواطنة إلا بمبرر قوى من نوع القتال ضد الدولة أو التجسس لحساب أعدائها فيعاقب المخطيء بقدر ما أتى من فعل أثيم طبقا للقانون مع حتمية الالتزام بالعدل الذى لا يتأثر بأى هياج شعبوى يستند إلى نعرات مذهبية أو طائفية.

خير الكلام :

<< ليس للكذوب «أمان» وليس للمنافق «فرصة» وليس للمراوغ «حدود» !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف