صلاح الحفناوى
رجع الصدي .. مصر تصنع مجد العالم
مصر تصنع التاريخ.. تبني واقعا عالميا جديدا.. ليس في الأمر مبالغة ولا اغراق في خيال.. هذه هي الحقيقة: مصر تستعيد امجادا كنا نظن اننا لم نعد قادرين علي غير استرجاعها من كتب التاريخ.
مصر الشعب العبقري.. اكتشفت مؤامرة التقسيم والتفتيت قبل ان تصبح امرا واقعا.. فتصدت لها بقوة مليونية الابعاد لتقصي فصيل الارهاب وتضمد جراحا كادت تستفحل وتستعصي.
مصر القيادة التي جعلت الشعب هو الملهم والمعلم وصاحب الحق الاوحد في الاختيار واتخاذ القرار.. أذهلت العالم بملحمة حب صنعت المعجزات.. واثبتت أن ازدهارها ورخاءها وتقدمها هو ازدهار ورخاء ونماء لكل شعوب العالم.. فمع الموقع العبقري في القلب من اكبر قارات العالم اوربا واسيا وافريقيا.. والانسان الذي يختزن في ذاكرته أمجادا قل أن تتحقق لغيره.. كانت رسالتها عبر التاريخ الاسهام في الرخاء العالمي.
الحديث عن قناة السويس الجديدة يقودنا الي عشرات الارقام والمؤشرات التي ستظل لسنوات قادمة محور اهتمام مراكز الابحاث ومعاهد الدراسات.. فمصر المثقلة بالاحداث والتحديات المهمومة بالمواجهة مع الارهاب.. تنجز في اقل من عام ما يتطلب انجازه علي اقل تقدير ثلاثة اعوام.. لتفي بما وعدت وتهدي العالم شريانا جديدا للرخاء التجاري.. فيما تخطو في وقت متزامن علي طريق تنفيذ عشرات المشاريع العملاقة.. لتعلن علي العالم ان هذه هي مصر الحقيقية وهذا هو شعبها الجبار القادر علي قهر المستحيل وتحقيق المعجزات.
قناة جديدة تنضم الي أكثر من مائة قناة.. ممر ملاحي جديد يحيي ملحمة تواصلت عبر آلاف السنين.. فحلم ربط البحر الاحمر بالبحر المتوسط رواد العالم ودرته مصر منذ عصور بعيدة.. والتاريخ يذكر لنا قناة سنوسرت الثالث التي ربطت البحر المتوسط عبر نهر النيل بالبحيرات المرة وربطت البحيرات المرة بالبحر الاحمر.. زمان قبل الاف السنين شق المصري في عمق الصحراء القاحلة مجري مائيا يمتد من نيل الزقازيق الي القلزم او السويس.. والتاريخ يحكي لنا كيف انقذت قناة النيل والبحرين روما من الانهيار الاقتصادر وبلاد فارس من الاضمحلال والزوال.. وانقذت الامبراطورية الرومانية في الافلاس وباختصار انقذت كل قوي العالم الكبري من تراجع اقتصادي مهلك.
مصر تصنع تاريخا جديدا.. وخلال ساعات سوف يشهد العالم الافتتاح الاسطوري لمشروع كان قبل 12 شهرا فقط حلما صعبا.. سوف يتسلم العالم هدية شعب مصر للعالم: شريانا جديدا للرخاء.. سوف يغير خريطة النقل البحري والتجاربة علي وجه الارض.. هذه هي الرسالة التي اراد شعب مصر ان ينقلها للعمل خلال عام من التحدي والارادة التي لا تقهر والعزيمة التي لا تلين والعمل الذي لا يتوقف: عندما تستقر مصر يزدهر العالم.. عندما تستعيد مصر امجادها وتبني حضارة جديدة تضاف الي سجلها الحضاري الحافل تسهم في مجد العالم.
مصر تصنع تاريخا.. ومصر ما قبل القناة الجديدة يجب ان تكون غير مصر بعدها.. هذا ما اكدته القيادة السياسية عندما قررت الاستفادة من قوة الدفع للبدء في عشرات المشاريع الاخري.. اربع انفاق عملاقة تعيد ارض الفيروز الي احضان الوطن.. حفر قناة فرعية جديدة في اطار خطة تطوير ميناء بورسعيد.. اقامة اكثر من الفي مرزعة سمكية علي القناة الجديدة لتتحول مصر من مستورد للاسماك الي مصدر لها.. اقامة مدن جديدة علي ضفة القناة وقد بدأ العمل بالفعل في انشاء الاسماعيلية الجديدة.. اقامة صوامع غلال ومراكز تجميع لاعادة التصدير.. والكثير مما يصعب حصره.
مصر ترفع شعار: دقت ساعة العمل.. ان اوان تعويض سنوات التخلف والفساد والحرمان.. مصر تعود الي احضان شعبها.