الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. مصرع أغني وأشهر مهرجان!!
* اتصل بي كثيرون وقالوا لي:
هل تعلم لماذا أقيمت كل المهرجانات الفنية. ماعدا مهرجان الإذاعة والتليفزيون؟!!.. لأن كل المهرجانات الفنية تابعة لوزارة الثقافة. ولكن مهرجان الإذاعة والتليفزيون تابع لوزارة الإعلام. التي لم يستقر فيها وزير أو وزيرة مدة كافية. للتفكير في إقامة المهرجان.. ثم الديون التي تثقل كاهل ماسبيرو. أخافت الوزراء. فلم يرد أي منهم زيادة الديون بمهرجان أو غيره.
وهذا كلام بعيد تماماً عن الحقيقة.. وبعيد عما يعرفه الكثيرون.. فمهرجان الإذاعة والتليفزيون هو المهرجان الفني وغير الفني الوحيد الذي تكسب منه الدولة.. كل مهرجانات الدولة الفنية وغير الفنية عالة علي الخزانة العامة. عدا مهرجان الإذاعة والتليفزيون. الذي كانت وزارة الإعلام تنتظره من العام إلي العام.. مثلاً مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. لم يستقر أحد علي رئاسته. نظراً لعدم استجابة الدولة لكل طلباته المادية التي ترهق الميزانية. استقال كل رؤساء هذا المهرجان بسبب أن الميزانية المطلوبة من الضخامة بحيث تستغرق معظم إيرادات وزارة الثقافة.. الوحيد الذي استمر في الرئاسة حتي وفاته رحمه الله. كان أستاذنا سعدالدين وهبة. لسبب بسيط.. لأنه كان في نفس الوقت وكيل أول الوزارة!!
ثم مهرجان الإسكندرية السينمائي لحوض البحر الأبيض المتوسط تتكفل المحافظة بكل مصاريفه من الألف إلي الياء!!!... وكذلك باقي المهرجانات سواء التي تقام بالإسماعيلية أو أي مكان آخر.. المهرجان الوحيد الذي لا يعتمد علي وزارة أو محافظة هو مهرجان الإذاعة والتليفزيون.
كنا في البداية نغطي مصاريفنا والفائض يتم توزيعه مكافآت للعاملين في المهرجان.. كان هذا أيام إقامة المهرجان في حجرات قاعة المؤتمرات الدولية في مدينة نصر.. خاصة بعد أن قرر الوزير ممدوح البلتاجي. وزير السياحة. إعفاء المهرجان من إيجار القاعة لإقامة الحفل الختامي. وإيجار الحجرات طوال أيام المهرجان... ولكن عندما انتقلنا إلي مدينة الإنتاج الإعلامي بعد الانتهاء من تشييد الفندق. كان ماسبيرو يكسب الكثير جداً من هذا المهرجان.. مبلغ ضخم لم أحاول معرفته.. فقد كان كل شيء بلا مقابل.. سواء حجرات التحكيم أو استضافة العرب في الفندق.. حتي سيارات المهرجان لإحضار أعضاء لجان التحكيم من منازلهم. كانت تابعة لشركة المخابرات العامة بأسعار لا تكاد تذكر.. لذا كانت الحصيلة ضخمة من رسوم المنتجات الفنية التي تشترك بها الدول العربية. وكانت بالدولار.. وسبب هذه الرسوم هو المحافظة علي جدية المنافسة.. فلا تشترك الدولة إلا بالمنتج الذي تعتقد أنه مرشح لجائزة ما. وإلا نكون قد فتحنا الباب علي مصاريعه للدول المشاركة فترسل الكثير. فيضيع وقت لجان التحكيم. ويطول بلا داعي.. ثم لا ننسي السوق التي تقام علي هامش المهرجان لآخر اختراعات الإعلام التي تشترك فيها الشركات العالمية الأجنبية.. هذه السوق وحدها كانت كفيلة بتغطية جزء كبير من خسائر ماسبيرو.. ثم لا ننسي أن هذا المهرجان هو أكثر المهرجانات شعبية سواء في مصر أو في كل العالم العربي الذي يخصص قنوات لمتابعة المهرجان نظراً لشغف الشعوب العربية كافة لمعرفة من الفائز. خاصة المسلسلات.. لذا حفل الختام يذاع علي الهواء في كل الدول العربية.. ثم هذا الحفل يحييه أشهر المطربين بتذاكر غالية جداً.
هذا ليس دفاعاً عن مهرجان في غرفة الإنعاش ينتظر ساعاته الأخيرة.. فقط من أجل التاريخ.. فقط.. فقط شهادة حق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف