يسرى حسان
الوزراء عندما يتكلمون!!!!
عند الحلاق. منتظراً دوري. مازلت أذهب إلي الحلاق رغم التقدم التكنولوجي الرهيب الحادث في رأسي. ورغم أن الباشا البواب يمكنه القيام بالمهمة علي خير وجه. ويمكن أيضاً للباشا السباك القيام بها إذا كان لديه وقت فراغ.
عند الحلاق. منتظراً دوري. دخل شاب. بسم الله ما شاء الله. له هيبة ولا هيبة الوزراء تبعنا. لدرجة أنني تمنيت أن يكون معي. وقتها. أوتوجراف لأحصل علي توقيعه. وكدت أقول له "ممكن أتشرف بمعرفة حضرتك؟" لكن الشاب لم يمهلني كثيراً. إذ أخرج موبايل. كم حلمت بامتلاك مثله. وفتح ألبوم الصور وقال للحلاق "شوف يا حمار أنا متصور مع مين؟"
الحلاق ألقي نظرة وقال ساخراً "حمادة هلال؟ وإيه يعني" وأخرج موبايله وقال "آدي صورتي مع سعد الصغير يا بأف!!!"
الشاب استشهد بي وسألني: بذمتك يا حاج. حمادة هلال ولا سعد الصغير؟ وقال الحاج. الذي هو أنا. لاده ولاده. أنا بقي عندي صور مع شعبان عبدالرحيم. والنجم العالمي سامح حسين. وزيادة في الفشخرة أعلنت أنني. ذات مرة. صافحت لاعب الزمالك السابق. أو الحالي لست أدري. الكابتن شيكابالا الذي يسكن في نفس الشارع الذي فيه عم زوج ابنة خالتي.. وهنا انفعل الشاب قائلاً بلهفة تشبه لهفة شادية علي رشدي أباظة "ممكن أتعرف علي حضرتك؟!!!!!"
هكذا. يا أخي تحقق هدف الأستاذ سقراط. عليه رحمة الله. الذي قال: تكلم حتي أراك.. وفي مصر يتكلم الناس كثيراً. والمسئولون بالذات أكثر كلاماً. منذ يومين دار أحدهم علي القنوات التليفزيونية كافة. وتكلم وتكلم. ويا ليته ما تكلم. فقد رأيناه ورأيناه ورأيناه. وقلنا "يسلم فمك يا حاج سقراط!!!!!!
وأنا لو كنت من الدولة ما اكتفيت. عند اختيار الوزراء بتقارير الأمن والجهات الرقابية والتوصية بأن فلاناً ولد كويس ومستقيم ومطيع وبينفذ التعليمات. وهي الصفات التي أظن أنهم يختارون الوزراء علي أساسها. لو كنت من الدولة لطلبت من مذيعي الدولة مثل الأستاذ أحمد موسي أو الأستاذة لميس الحديدي أو المفكر عمرو أديب. إجراء حوارات مطولة مع المرشحين للتوزير ليتكلموا ويتكلموا حتي نراهم جيداً. وان كان ذلك سيؤدي إلي أزمة حادة في الوزراء. وربما لن نجد أحداً يصلح لهذا المنصب الرفيع. طالما سنظل مصرين علي الاختيار من نفس الدائرة الضيقة. الناضبة. الجافة. الفارغة من أي خيال.
شاهدت وزير التربية والتعليم ذات مرة يتحدث مع الأستاذ خيري رمضان. كان الوزير مضطرباً ومرتكباً ويطرح أفكاراً عبثية ولا يكمل جملة واحدة مفيدة. وكنت قد انقطعت عن متابعة أخبار الوطن ثلاثة أيام. فسألت من بجواري هو الأستاذ خيري أصبح رئيساً للجمهورية؟ فقال فال الله ولا فالك!!!!
كلما شاهدت وزيراً يتكلم في التليفزيون. انتابني القلق. ليس علي مستقبل مصر بل علي مستقبل الكون كله.. فإذا كان الكينج محمد منير قد أعلن مراراً وتكراراً أن "الكون كله بيدور" فإنه. بطريقتنا العبثية في اختيار الوزراء. سيقسم يمين طلاق أنه سيتوقف عن الدوران.. أين أنصار الحفاظ علي البيئة؟!!!!!!!!