أحمد سليمان
القوة المصرية السعودية ماذا تعني لأمريكا؟
لم تكد الولايات المتحدة الأمريكية تستفيق من صدمة دعم الأشقاء في الخليج لمصر بمليارات الدولارات في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ مارس الماضي وعلي رأسهم المملكة السعودية حتي فوجئت بالتحالف العربي بقيادة مصر والسعودية لإنقاذ اليمن الشقيق من أيدي الحوثيين عملاء إيران في المنطقة.
وبعدها بفترة ليست طويلة تم الإعلان عن إنشاء القوة العربية المشتركة بقيادة مصر والسعودية للدفاع عن أي بلد عربي شقيق ضد المخاطر أياً كان نوعها ومكانها. وهذا أيضاً أثار حفيظة الولايات المتحدة التي لم يكن ضمن سيناريوهاتها هذا التطور في هذا الاتجاه.
والسبب لمن لا يعلم أن اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل كانت تفرض أن يكون التسليح المصري من الجانب الأمريكي من خلال المعونة العسكرية السنوية وهو ما كانت تستغله الولايات المتحدة لتمد مصر بسلاح أقل في المستوي والتكنولوجيا والقدرة عما تمد به إسرائيل وبذلك تضمن التفوق النوعي للجانب الإسرائيلي علي الجانب المصري.. أما إنشاء القوة العربية المشتركة فيتضمن اندماج القوتين العسكريتين المصرية والسعودية بوصفهما أكبر قوتين عربيتين. وهذا يعني التفوق النوعي والعددي للقوة المصرية السعودية علي القوة الإسرائيلية.
فمثلاً إسرائيل لديها المقاتلة الأمريكية الحديثة "إف 15" التي ليست لدي مصر ولكنها لدي السعودية.. والشيء نفسه بالنسبة لطائرة الإنذار المبكر "أو إكس" وطائرات الإمداد بالوقود من الجو التي تتيح للطائرات المقاتلة التزود بالوقود في الجو وتنفيذ مهام بمدي أبعد ولوقت أطول وبالتالي مواجهة أي مخاطر محتملة في أي مكان بالمنطقة العربية وربما خارجها أيضاً.
وإذا أضفنا لذلك المقاتلة الفرنسية الحديثة "رافال" التي حصلت مصر علي ثلاث منها منذ أيام وستحصل علي بقية الـ 24 طائرة منها تباعاً خلال عامين. والمقاتلة الروسية الحديثة "ميج 29" ومنظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 300" والهليكوبتر الروسية المقاتلة "مي 35" بخلاف الغواصات والفرقاطات التي وصل بعضها والبعض الآخر في الطريق لعلمنا لماذا أصاب القلق الولايات المتحدة من إنشاء القوة العربية المشتركة.
وحتي لا تتحول مصر تماماً عن التسليح الأمريكي أسرعت الولايات المتحدة برفع الحظر عن المساعدات العسكرية السنوية لمصر البالغة 3.1 مليار دولار ثم أتبعت ذلك بعشر طائرات أباتشي وبالأمس ثماني طائرات "إف 16" حديثة وغداً تنطلق جلسات الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي برئاسة وزيري خارجية البلدين بمقر وزارة الخارجية المصرية والذي يحرص خلاله جون كيري وزير الخارجية الأمريكية علي التأكيد علي متانة وأهمية استمرار العلاقات المصرية الأمريكية في كل المجالات وشرح أبعاد الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبري بمباركة ودعم وتأييد أمريكي.
وبالتوازي مع هذا حضر الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع حفل تخريج دفعة جديدة في الكلية الحربية والمعهد الفني للقوات المسلحة ودفعات عسكرية أخري وخلال الاحتفال ألقي الرئيس السيسي عبارة أراها تمثل رسالة للخارج والداخل عندما قال: "إن مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي" وأعقب ذلك توقيع ما سمي "إعلان القاهرة" للتعاون بين مصر والسعودية في كل المجالات خاصة المجال العسكري وتم تتويج هذا التوقيع باتصال هاتفي بين الرئيس السيسي والملك سلمان بن عبدالعزيز للاتفاق علي تسريع وتيرة تنفيذ هذا "الإعلان" وأيضاً إنشاء القوة العربية المشتركة لمواجهة التحديات القادمة وما أكثرها.
في الوقت الذي تبني فيه مصر مستقبلها وتواجه الإرهاب لا تنسي تدعيم قوتها العسكرية لتكون قوة ردع للأعداء. وسيفاً بتاراً إذا فرض علينا القتال.