أعمل في مهنة الإعلام منذ أكثر من 30 عاما وكنت دائما أفتخر انني صحفي.. ولكن في السنوات الأخيرة وخصوصا في الأعوام الأربعة الماضية تراجعت مشاعر الافتخار وأصبحت أتجنب الحديث عن انني إعلامي لأن الإعلام المصري أصبح سييء السمعة وحوله كثير من اللغط وعليه ملايين من علامات الاستفهام.
كنا نتعلم ان الصحافة ضمير الشعب ولسان حال الأمة والآن نشاهد ونقرأ ونسمع إعلاما يتحدث بلغة لا نفهمها ولا نتفاهم معها.. أصبح المتلونون والمتحولون والساعون إلي استرضاء السلطة هم السادة.. وبات أصحاب الأجندات الخاصة هم الصفوة.. غابت الرؤية والوطنية لتحل محلها التملق والنفاق ولي الحقائق والبحث عن الإثارة ولو علي حساب الوطن.
مقالات الجرائد أصبحت تجتذب اعدادا متناقصة إما لضعف الكتاب أو لتراجع الثقافة أو سيطرة شهوة البحث عن القضايا المسلية والقصص المضحكة وليس الكلام الجاد الذي يناقش قضية أو يغوص في أعماق مشكلة.. هي قضية تراجع الثقافة بالمفهوم العام في المجتمع.
الفضائيات أصبح لها نجومها الذين يتقاضون الملايين رغم ان ما يقدمونه لا يساوي الملاليم.. والغريب ان نجوم الفضائيات في عهد مبارك وطنطاوي ومرسي والسيسي هم نفس الشخوص ولكن بأشكال مختلفة وأنماط متغيرة لأنهم يتلونون حسب الطلب ووفقاً لظروف المرحلة.
هل يثق الشعب في الإعلام الآن.. لا أعتقد ان هناك جسور ثقة ممتدة بين الإعلام والشعب إلا في مجالات الرياضة والطبخ.. الشيف حسن هو الآن أكثر نجوم الإعلام مصداقية.