الجمهورية
حميدة عبد المنعم
نبضات فكر
ونحن نحتفل بافتتاح قناة السويس الجديدة يمر علينا شريط من الذكريات فوجود قناة للمصريين حلم يروادهم من قديم الأزل فقد بدأ الحلم في عهد سنوسرت الثالث 1850 ق.م. سيتي الأول وهذا أبان حكم الفراعنة. وتلا ذلك حلم الفرس وقت احتلالهم لمصر. ثم حكم الرومان 117 ق.م وحفروا قناة استمرت 300 عام إلي أن تم ردمها. وفي عهد نابليون. وفي العصر الإسلامي وفي عهد عمر بن الخطاب علي يد عمرو بن العاص.. إلي أن جاء حكم الخديوي سعيد وبدأ الحفر الفعلي للقناة التي نعرفها الآن استمر الحفر عشر سنوات بمليون فلاح مصري تركوا أرضهم وعملوا في الحفر بالسخرية والاهانة وأصيبوا بالمرض واكثرهم مات ولم يستدل علي جثمانهم وكان يمثل المليون في ذلك الوقت ربع سكان مصر!!!.
إلي أن فتحت القناة بعد اتمام العمل بها في عهد الخديوي إسماعيل بحفل اسطوري تكلم عنه القاصي والداني من وقتها إلي الآن وعندما نتذكر قليلاً نجد أن الخديوي إسماعيل واباه كان طاغية لأن فكرة العدالة الاجتماعية والديمقراطية في حكم الشعب غابت عنه لكن لابد أن نتذكر جيداً أن في عهده انشيء مجلس النواب بالشكل المعروف والمتداول إلي الآن 1866 واقيمت الاوبرا المصرية واقتصت قناة السويس وقام في عهده ثورة عرابي.. ولم يقيم إسماعيل القناة كمجرد ممر مائي تمر به السفن بل اراد أن يقول للعالم كله أن مصر تدخل العصر الحديث بقناة السويس فأحيانا القمع يؤدي إلي نتائج ايجابية ولكن لابد أن نعلم جميعآً أ غياب الديمقراطية في أي بلد سببآً في سقوط الأنظمة والأمثلة الحديثة تؤكد ذلك بما حدث في الاتحاد السوفيتي ومصر.. ونحن علي اعتاب قناة جديدة لتكون شريان الحياة والرخاء نود أن يكون الحوار والديمقراطية هي شعار المرحلة القادمة لأن بدون خطاب أو حوار يكون المعلن يخاطب عقله وليس مصالح الناس فأنا أدعو للحوار علي كافة المستويات لرسم مصر جديدة مع قناتها الجديدة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف