الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
مزاد عالمي لقصر البارون امبان
كتبت في جريدة "المصري اليوم" منذ يومين اقترح اقامة حفل استقبال ضخم "ريسبشن" لضيوف القناة الأجانب والعرب في قصر البارون إمبان أجمل وأغلي قصر في العالم كله.. لنقول للعالم هذه هي مصر حضارة سبعة آلاف عام بجوارها حضارة فن وعمارة حديثة لا يوجد مثيلها في العالم كله.. ثم سعدت وشرفت بمكالمة تليفونية مفادها.. أن الاقتراح رائع ولكن جاء متأخراً.. ومع ذلك سنحاول!!.. وكما سبق أن كتبت أننا "دفعنا دم قلبنا" في شراء هذه التحفة الفنية التي لن تتكرر ولكن لم نستفد منها بعد.. لا أدري تاريخ الشراء.. ربما يكون الصديق الدكتور زاهي حواس يتذكر هذا الحدث الكبير البعيد عن ذاكرتي الآن.. فقد كانت أول خطوة في عملية الشراء هو تعريف الدكتور زاهي حواس كوزير للآثار بمحامي حفيد البارون المصري الأجنبي لكي يقدم له عرض البيع لمصر.. كان الحفيد مصراً علي ألا يشتري القصر أحد سوي مصر بل علي الأصح والأدق حكومة مصر..
وكما سبق أن كتبت في الزميلة "المصري اليوم" أن مصر لم تستغل هذا "الأثر العالمي" منذ هذه المدة الطويلة جداً رغم تكاليف إصلاح القصر الباهظ جداً جداً أيضاً... فقد كان القصر مهجوراً منذ ما يقرب من قرن من الزمان حتي أن مخرجي مسلسلات الرعب كانوا يستغلون هذا القصر نظراً للظلام الذي يحيط بالمكان مع التماثيل العديدة داخل القصر وخارجه وتسليط الأضواء علي هذه التماثيل ثم تحركها بالإضاءة لادخال الرعب في المتفرج.. فبعد كل ما صرفناه لا نستطيع استغلاله خير استغلال.. هذا حرام.
لذا أيضاً من وحي افتتاح القناة الجديدة أعيب التفكير فيما سبق وهو الذي كنا نستبعده تماماً منذ فترة.. تعالوا نفكر في اقامة مزاد عالمي ضخم لبيع القصر.. قالوا لي زمان أوناسيس واغا خان وغيرهما انتهي.. هؤلاء هم الذين كانوا بإمكانهم شراء مثل هذه القصور المليئة بالتماثيل والصور من أيادي اعظم فناني العالم.. ومن غير المقبول أن نبيع قطعة أرض واسعة جداً لدولة أخري.. فالمساحة ضخمة.. الموضوع طبعاً يحتاج لدراسة.. ولكن ما المانع من أن تشتريه دولة لاقامة سفارتها وسكن السفير كما تفعل كل الدول نحن "مصر" اشترينا أراضي ومباني كثيرة في العديد من دول العالم لبناء سفارة ومنزل للسفير.. بل اشترت مصر مبني ضخماً في قلب باريس قرب شارع الشانزليزيه كان معروضاً للبيع وهو الآن عمل ومسكن الملحق العسكري..
ثم لو تصورنا أن ثمن هذا القصر "التحفة" يزيد علي ميزانية الدولة لمدة عام وأكثر وبالتالي ممكن تمويل مشروعاتنا الكبري القادمة مثل إصلاح مليون فدان وبناء العاصمة الجديدة وغيرهما دون أية ديون أو تبرعات.. مما يساعدنا علي انجاز ما نريد في أسرع وقت ممكن.. تعالوا نبحث ونقترح ونفكر كما قلت لمحدثي.. وإن شاء الله بإذن الله تعالي سنحقق كل أحلامنا بعد أسوأ وأسود ستين عاما مرت بنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف