المساء
عبد الحميد اباظة
طموح الشباب وخبرة الشيوخ
يتحرك المجتمع الآن نحو دفع الشباب إلي مواقع القيادة وهذا ممتاز لاشك في ذلك لكن الطريقة لتنفيذ ذلك إما طريق خطر وسريع أو طريق آمن ومنطقي.. كنت من الداعمين للشباب أثناء عملي الطويل وهو شاغلي وكنت من أوائل من دعم هذا لكن بالتدريب والتعلم والاحتكاك بالشيوخ. كان فكري مع الشباب ومع الشيوخ لاكتساب الخبرة تأميناً للمؤسسة التي كنت أديرها وتأميناً للشباب نفسه حتي لا يقع فريسة نفسه وتسرعه واندفاعه وهي صفات حميدة للشباب تحتاج من المسئول للحكمة في ترويضها.
إن الدفع بالشباب للقيادة دون تعلم وخبرة واحتكاك لاشك خطر علي المؤسسة والشباب ذاته. لهذا أرجو من المسئولين الحاليين ألا يتسرعوا لدفع الشباب ليقود مؤسسة فإذا لم يكن الشاب لديه خبرة في العمل الإنساني والجماهيري فإنه قد يغرق السفينة ومن فيها.
أطالب الشباب ألا يفرحوا بالمناصب والقيادة السريعة لأنه "ما طار طير وارتفع إلا كما طار سقط" إلا لو تعلم الطيران واكتسب خبرة من أهله ووالديه للطيران هنا لابد من الاستعانة بشيوخ الأمر لتعليم الشباب سنوات بهدوء وصعود الدرج خطوة خطوة لأن القفز خطر والانزلاق وارد وهنا الانزلاق يعني سقوط مؤسسة ودولة ومجتمع.
أيها السادة دعونا لا نندفع ولا نتسرع في دفع الشباب إلي الارتقاء والقمة ولا ندفع الشباب للهلكة تحت مسمي إدارة الشباب أيها السادة احذروا التسرع لأن من الشباب من يصاب بالتهور ولابد أن يعمل تحت قيادة لها خبرة ليكتسب خبرته الكبيرة في الشارع والناس التي تختلف كلياً عن الدراسة النظرية والأكاديمية الخبرة في كل المحافل أمر حيوي يصقل قدرات الشباب علي حسن التصرف في القضايا الحساسة التي تهم الرأي العام.
إذن لابد للشباب أن يظهر ويعمل ويدخل مراحل الإعداد والتكوين تدريجياً لا يتصدر المشهد بقلة خبرة فإن دوره قادم لا محالة فإن الحياة تستمر وتدوم ولا يمكن الخلود إلا لله فقط إذن دورك قادم أيها الشاب وأطلب أنت ألا تقود السفينة إلا لو كنت مدرب عليها ولا تغريك الأقوال ففي النهاية أنت تتحمل مسئولية أمام الله والمجتمع.. لا تتسرع يابني واكتسب خبرتك بهدوء وعلي فترات مهما طالت فهي في العمر قصيرة يا بني كما يقول المثل الانجليزي Slowly but surly ومرحباً بالشباب ودعم الشباب ولا لتدمير الشباب أكتب هذا المقال وأنا كنت أكثر الداعمين للشباب وتركت عملي الرسمي فلا أبغي شيئاً خاصاً إنما أنصح لوجه الله بعد أن دب الشيب رأسي في معترك الحياة وهي ليست سهلة أو ميسرة اللهم إني بلغت. اللهم احفظ مصر وشيوخها وشبابها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف