المساء
خيرية البشلاوى
إحراق رضيع فلسطيني!
في مسرحية "العادلون" لألبير كامي. يرفض الشاب الثائر "1905" أن يطلق رصاصاته علي موكب المسئول الروسي لما وبخه زملاؤه قال: نظرات الطفل البريئة في داخل العربة منعتني من الضغط علي الزناد!
لكن المستوطنين الإسرائيليين يتغافلون أي شعور إنساني عند ارتكاب جرائمهم. إنها حلقات في سلسلة طويلة بدأت منذ قيام الدولة الصهيونية. وتواصلت حتي الحادثة الأخيرة بإحراق المستوطنين رضيعاً فلسطينياً هو علي سعد الدوابشة في هجومهم علي أسر فلسطينية بنابلس.
تراوحت ردود الأفعال عقب الجريمة البشعة. خرجت المظاهرات في مدن الضفة وقطاع غزة. وتعددت المواجهات بين الشباب الفلسطيني وجنود الاحتلال. وأعلنت السلطة الفلسطينية اعتزامها عرض الحادثة علي محكمة الجنايات الدولية. وأدانت الحكومات والهيئات في دول العالم بشاعة الجريمة. أما نتنياهو فقد اكتفي بالقول - في محاولة لتبرئة الكيان - إن ما حدث هو عمل إرهابي!
تناسي رئيس الوزراء الإسرائيلي أن سياسة الكيان الصهيوني قائمة علي القتل والتدمير والتهجير والإفناء. تلك حلقات سلسلة العدوان الصهيوني ليس علي الأرض الفلسطينية وحدها. وإنما في الأقطار العربية. وفي الكثير من مدن العالم. حتي أن استبيانات الرأي العام أشارت إلي أن إسرائيل مصدر لزعزعة الاستقرار في العالم!
قتل الأطفال ليس فعلاً إجرامياً إسرائيلياً جديداً. سبقه - منذ عشرات السنين - هجوم إرهابي - حسب تعبير نتنياهو - علي قرية دير ياسين. قتل العشرات من أبناء القرية بمن فيهم الأطفال الرضع. بل وقتل الأجنة في بطون الأمهات. وأعلن بن جوريون أنه لو لم تحدث مذبحة دير ياسين ما قامت دولة إسرائيل!
ظلت جرائم الصهيونية ضد الإنسانية. لا تفرق بين كبير وصغير. اغتيل الشيخ المقعد أحمد ياسين. واغتيل الأطفال إيمان حجو ومحمد خضير ومحمد الدرة ومئات غيرهم. ونحن نذكر جيداً جريمة قتل الأطفال في مدرسة بحر البقر المصرية التي تعد من أقسي الممارسات الوحشية في التاريخ الحديث.
ما أسهل أن يدين القادة الإسرائيليون جرائم دبروا لها. وحرضوا عليها. إن جاوزت ردود الأفعال ما كان محسوباً. يسعون إلي التهدئة. فالنسيان. لتحدث - فيما بعد - جريمة مماثلة. أو أقسي.
أخشي أن الجريمة ستمضي كما مضت جرائم سابقة. ولعلنا نذكر مذبحة جنين التي تاه قرار إدانتها - بفعل فاعل - في أضابير الأمم المتحدة. ولعلنا كذلك نذكر قول موشي ديان حين ثار العالم الإسلامي ضد جريمة إحراق المسجد الأقصي: لا تسرفوا في الخوف. فالعرب يثورون للغاية.. ثم يهدءون!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف