الإيمان بالسحر الأسود والعمل السفلي أو الفوقي والدجل والتحصين بالشعوذة وغيره من مثل هذه الأعمال يسيء لسمعة كرة القدم المصرية. وفي هذه الأيام زادت شدة التعامل بهذه الخزعبلات في الوسط الرياضي وأصبحت كأنها حقيقة وان الأندية تتعامل بالسحر. مصر لم تتعامل بالسحر أو الشعوذة في كرة القدم بشكلها المبالغ فيه مثل الأفارقة وبعض الدول الأسيوية وأمريكا الجنوبية لان الكرة فيها متقدمة علميا. ومثل هذه المعتقدات تجافي العلم وطرق التدريب والثقافة الرياضية التي تشكل الفارق وليس التنبؤ والسحر وعمل الشعوذة. إشكال السحر كثيرة منها الطقوس النابعة من إيمان هؤلاء ببعض الخرافات والتقاليد الغريبة. فعلي سبيل المثال يوجد دجالون يقومون بخلط بعض المساحيق المجففة ويضيفان إليها مسحوقاً أخضر مدعين قدرة هذه الخلطة علي التأثير في نتائج المباريات لما تحدثه من إرباك علي لاعبي المنافس وإثارة الشعور بالخوف في أنفسهم. ويوجد نوعان من السحرة في كرة القدم حيث يزعم النوع الأول بأنه يقوم باستحضار الأرواح والتنبؤ بنتيجة المباريات بينما يعتمد النوع الثاني علي استعمال بعض الخلطات الموجودة في بعض النباتات والحيوانات المنتشرة في الطبيعة مع خلطها ومزجها مع بعضها البعض. أما طريقة التنفيذ فتكون إما من خلال تناولها أو شربها أو تعليقها كحجاب أو حرز في مكان ما أو رشها إذا كانت سائلاً في الأماكن التي تطؤها أقدام المنافس ويعتمد هؤلاء المشعوذون في الغالب إلي إبقاء تلك الوصفات سرية خوفاً من انتقالها لغيرهم أي أنهم يسعون دائماً للحفاظ علي ما يعتبرونه ملكية فكرية خاصة به. وقد قام بعض المسئولينً بإذاعة آيات من الذكر الحكيم لأحد المشايخ الكبار في مكبرات الصوت لمدة ثلاثة ايام لابعاد السحر الذي اصاب النادي وخسر بسببه مباريات متتالية.
البعض تعلل بأن إذاعة آيات من الذكر الحكيم هو نوع من التبرك وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالسحر وغيره كما أنه نوع من الفأل الطيب الذي يعطي النفس الطمأنينة ويزرع الثقة في قلوب اللاعبين والبعض الآخر أكد أنه هناك من يقوم بالأعمال السحرية بالفعل.
ويقوم بعض المشعوذين بعقد جلسات روحانية مع اللاعبين كما تذبح الماعز علي الخطوط الخارجية للمستطيل الأخضر للملعب كاعتقاد بأنها قربان تقدم قبل المباريات فيما يعتمد بعض السحرة الآخرين لرش المنطقة التي سيمر منها لاعبوا الفريق المنافس بالدم إضافة إلي إلقاء بعض الخلطات علي لاعبيه والشرط الوحيد حسب هؤلاء المشعوذين لكي تنجح وصفاتهم هذه هو الإيمان بها وعدم التصريح بها وإبقاؤها في طي السرية. ومن أمثلة السحر والشعوذة نجد ان مباراة جمعت المنتخب المصري بنظيره السنغالي في بطولة كأس أمم إفريقيا سنة 2002 حيث عثر مراقب المباراة علي كيس مشبوه تحت مقاعد بدلاء المنتخب المصري وبعد فتحه عثر داخله علي مجموعة من عظام الحيوانات إضافة إلي قصاصات من الورق عليها كتابات غريبة قيل بأنها مجموعة من الحروز. وفي عام 2010 عاني المنتخب المصري من الوقوع تحت هذه الأجواء الغريبة حينما وصل إلي دولة النيجر لخوض مباراة ضد منتخب الدولة ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 حيث قام الكثير من السحرة والمشعوذين بالالتفاف حول لاعبي المنتخب المصري وأخذوا يرشونهم بماء غريب ويتفوهون بكلمات غير مفهومة. ودخل فريق النيجر ومعهم معزة إلي الملعب متقدمة المراقب والحكام.
لم يتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم موقفاً قويا من ظاهرة السحر والشعوذة المتواجدة بكثرة خصوصاً في كرة القدم الإفريقية حيث ترفض االفيفا وضع وإقرار قوانين أو بنود تجرم وتعاقب هذه الظاهرة بحجة أن ذلك يدخل ضمن الموروثات الثقافية والمعتقدات لبعض البلدان.
لا أريد أن اذكر أشخاصا اعرفهم يؤمنون بهذه الظاهرة وانهم مازالوا يعتقدون بها ولكني احذر من انها لو استمرت كما هي عليه يناقشها بعض المسئولين علي الهواء في القنوات الفضائية والإعلام المسموع والمقروء فسوف تصبح ظاهرة لن نستطيع التغلب عليها وسوف يعتمد اللاعبون والمدربون والمسئولون عليها ويتوقف العمل والتدريب والعلم لكي نعتمد علي الشعوذة والدجل .