طارق الأدور
فساد الأخلاق في الرياضة!!
لم أشأ الحديث عما جري في الوسط الرياضي من انفلات أخلاقي وتراشق لفظي وخروج عن النص في الفترة الماضية. حتي تهدأ الأوضاع بعد انتهاء مسابقة الدوري. لأنني لست من هواة الإثارة أو إشعال الفتنة والنار في أوجها.
في أي مكان في العالم يطلقون علي الرياضي لقب ¢سبور¢ وهي ترجمة لكلمة الرياضة. أي صاحب الأخلاق الرفيعة نظرا لأن الرياضة تكسب ممارسها هذه الأخلاق السمحة. وقد شاهدت في الموسم المنصرم مشهدا راسخا في ذهني للأبد لجماهير بايرن ميونيخ الرائعة وهي تهتف وتحيي لاعبيها لمدة أكثر من نصف ساعة يوم خسارتهم أمام برشلونة في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا وسط حالة من العناق بين لاعبي الفريقين داخل الملعب وهم يلعبون علي بطولة تدر الملايين من الدولارات.
لذلك كان لابد من المقارنة بما يحدث عندنا بين المسئولين الكبار الذين يجب أن يكونوا قدوة للاعبين وباقي أطراف اللعبة ولكنهم للأسف تحولوا الي قدوة سلبية تثير الجماهير وتزيد الفتنة والتعصب بينهم. فقد جرت العادة علي أن الصغار يقعون في الأخطاء ثم يقوم الكبار بالإصلاح وتهدئة الأجواء.
في الفترة الأخيرة حدث العكس. فقد كان الكبار هم البادئين بتوجيه الألفاظ البذيئة والخروج عن النص بتصريحات نارية ثم تنتقل حرارة التعصب من أفواههم وتصريحاتهم نارا الي الجماهير وباقي أطراف اللعبة زادت من حدة التعصب. بدلا من أن يكون الكبار عناصر التهدئة والوقار للجماهير وباقي أطراف اللعبة.. ولا أعتقد أن الفوز بأي لقب مهما علت قيمته يساوي هذا الكم من الهرج والمرج الذي حدث في الوسط الرياضي بسبب شخص واحد طالت ألفاظه الجميع وأقصد هنا رئيس نادي الزمالك الذي كانت تصريحاته الشرارة الأولي للتعصب واشتعال الموقف.
الزمالك ناد عريق وكبير لا تغيب عنه شمس البطولات إلا لسنوات قليلة ولكن ليس معني أن تطول الفترة نسبيا أن تتحول حمي الفوز الي نار تأكل الجميع بسبب تلك التصريحات غير المسئولة.. والحقيقة أن جميع المسئولين الكبار خرجوا عن النص تباعا بما فيهم إدارة الأهلي التي تفاعلت مع تصريحات رئيس الزمالك وأتت بتصريحات عكسية أخري تثير الفتنة ثم جاءت الطامة الكبري بالتصرف الصبياني والتصريح غير المسئول لمدير النادي بتسليم درع الدوري عن طريق قسم الشرطة ثم بنقل الدرع الي اتحاد الكرة عن طريق عامل نظافة.
لا يشك أي رياضي أو كروي أن الزمالك كان الأحق والأجدر بالدوري هذا الموسم بحكم توافر كل عناصر التفوق لدي الفريق هذا الموسم. وقد كتبت في هذا المكان وقلت خلال التعليق علي مباراة الزمالك وسموحة علي وجه التحديد أن الزمالك هو البطل المنتظر للدوري قبل نهاية مشواره ب 18 مباراة كاملة.. ولكن حالة الاحتقان التي سببها رئيس النادي طوال المسابقة لم تكن مقبولة علي الإطلاق مثلما لم يكن مقبولا أن تتخلي إدارة الأهلي عن رزانتها المعروفة تاريخيا بالرد بطريقة زادت استفزاز الجميع. كما لم يكن مقبولا أن يتناوب المسئولون الشد والجذب في وقت نحتاج فيه جميعا للتكاتف من أجل الوقوف أمام أعداء الوطن الذين يحدقون بنا. مثلما لم تكن تمثيلية استقالة رئيس النادي مقبولة لأننا نعلم جميعا ما وراءها.. وتلاحظون أنني لم أذكر هنا أي أسماء لأنها معروفة للجميع ولا يعنيني ذكرها!!