* بعد غد.. من أم الدنيا لكل الدنيا.. هدية مصر للعالم كله.. قناة السويس الجديد.. العالم كله يترقب افتتاحها.. حدث لا يتكرر ويحتاج من يؤرخ له ويستغله أفضل استغلال.. للترويج لمصر سياحيا وأثريا واقتصاديا وأمنيا.. والا يكون حفلا قاصرا علي احتفالية غنائية وافتتاح للقناة يشهده ضيوف الافتتاح والعالم فقط عبر شاشات الفضائيات والمحطات التليفزيونية وتنقله وسائل الإعلام المختلفة ووكالاتها.. ولنا في افتتاح قناة السويس في عصر الخديو إسماعيل العبرة والعظة.. الحفل كان خرافيا تم الإعداد له بعناية شديدة وتمت دعوة أباطرة العالم كله وزوجاتهم لحضور الافتتاح الذي فاق ما نسمعه عن حكايات ألف ليلة وليلة ووصل عدد المدعوين فيه إلي أكثر من ستة الاف مدعو من بينهم الامبراطورة أوجيني التي أرسلت برقية إلي الامبراطور نابليون الثالث تقول له فيها: "إن الاحتفال كان أسطوريا فخما وانها لم تر مثله في حياتها" هذا حدث في عام 1869 هكذا استطاع الخديو إسماعيل أن يبهر كل من حضروا الاحتفال ولكن لم يقف تفكيره عند حد الابهار فقط ولكن في تسويق مصر سياحيا وأثريا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا منذ أكثر من مائة وستة وأربعين عاما.. حيث قام بدعوة الضيوف قبل الاحتفال بشهر وقام بعمل دليل اشرف عليه اوجست مارييت "ميريت باشا" تحت عنوان "خط سير رحلة ضيوف الخديو لحضور احتفالات افتتاح قناة السويس" وهي رحلة نيلية من القاهرة حتي أسوان شاهد خلالها الضيوف الآثار المصرية في القاهرة ومصر العليا والمناطق السياحية والمناطق الاقتصادية وتركت هذه الزيارة أثرا كبيرا في نفوس الزائرين والتي استغرقت ما يقرب من الشهر والدعاية التي حققتها تلك الزيارة لمصر والمتواكبة مع حدث افتتاح قناة السويس بالفعل كبيرة بكل المقاييس الإعلامية والتسويقية والإعلانية كما ان الخديو إسماعيل ترك لنا تراثا مصورا يؤرخ لهذا الحدث العظيم ونحن نحتاج استغلال هذا الحدث في الترويج لمصر بعد ثورتين وبعد انطلاقة تشهدها استثماريا وتنمويا وان نقول للعالم كله هذه مصر وهذه الإرادة المصرية التي انجزت وحفرت قناة سويس جديدة في عام وان يتم من خلال افتتاح القناة تسويق مصر عالميا ووضعها علي الخريطة السياحية والاقتصادية. وللأسف لم أسمع عن أي دور لوزارة السياحة والآثار والثقافة وكنت أتمني أن يكون لهذه الوزارات دور وللوزراء تفكير خارج الصندوق وان دورهم سيكون قاصرا علي حضور الافتتاح مثلهم مثل غيرهم وأنا ككل المصريين سعيد بالاحتفالية وسعيد بالإنجاز وسعيد بفرحة مصر.