الأخبار
جمال الغيطانى
تجاهل إيران.. خطأ
لم توجه الدعوة إلي إيران لحضور افتتاح القناة الجديدة، خطأ مؤسف علي أكثر من مستوي، لقد أضعنا فرصة جاءت بدون ترتيب لابداء حسن نوايا تجاه بدء صفحة جديدة مع دولة محورية وهامة في الشرق الاوسط والعالم، وإذا كان الملاحظ نبرة ارتياح لتقارب مصري سعودي بعد توتر خفي، فأقول إنه من مصلحة الجميع ان يكتمل التقارب العربي العربي، بتفاهم عربي إيراني. كما أكدت مرارا لابد من تجنب تأجيح المشاعر الطائفية وإثارة نعرات عمرها اكثر من خمسة عشر قرنا، يجب تجنب الأسباب التي تؤدي الي حروب طائفية، وهنا أشير مرة أخري الي الدور السلبي الذي قدمه الأزهر في المرحلة الماضية ومازال بهجوم بعض قياداته علي الشيعة والدخول علي الهواء في تفاصيل مذهبية لم تحسمها حروب ومآس ونقاشات واجتهادات فهل تحسمها برامج تليفزيونية، يوم الجمعة الماضي صدر بيان عن الأزهر يدين ويشجب هدم مسجد سني في طهران، وعندما أحرق المستوطنون المتعصبون طفلا رضيعا فلسطينيا ادان العالم بمن فيهم نتنياهو نفسه هذا التطرف الوحشي، الهمجي، ولم نسمع للأزهر المشغول بمحاربة الشيعة والهجوم عليهم صوتا، أقول إن هذا الموقف من الأزهر طارئ علي مسيرته وتكوينه، فشيخه هو شيخ الاسلام بكافة طوائفه، وعندما ينحاز إلي مذهب بعينه يضعف من دوره ومكانته، وعندما يصدر بيانات سياسية يرتد بوضعه الي ما يشبه وضع الكنيسة في العصور الوسطي قبل عصر النهضة في أوروبا، الهجوم علي الشيعة يؤجج الصراعات الطائفية وهذا احد أهم الأسباب التي تؤدي الي حروب دينية مطلقة في المنطقة، بل إنه تهديد للدولة المصرية ذاتها من داخلها، والدولة المصرية ماتزال هدفا للإسقاط، كل تفاصيل الواقع تؤكد ذلك. الهجوم علي الشيعة من منطلق مذهبي يؤدي بالشيعة العرب أصحاب المواقف الوطنية الي فقدان انتمائهم إلي أوطان يعيشون فيها، مصر كدولة تمثل قلب العالم، وتتصرف علي أرضها من هذا المنطلق بفتح شريان جديد حيوي لوصل الشرق بالغرب، يجب أن تكون في سياساتها هكذا، لا تنحاز علي الاطلاق الي تحالفات طائفية، هذا ضد دورها الوسطي، وهذا ما وقف ضده عبدالناصر في مواجهة حلف بغداد، الوضع المثالي تقارب علي اساس ثقافي والمصالح المشتركة بين الكيانات الكبري، مصر، السعودية، إيران، أما تركيا فأعتبر النظام الحاكم الحالي في حالة حرب مع مصر، أما إيران فلم تمارس عدوانا ضد العالم العربي، العكس هو الصحيح، الآن تعود ايران الي اقتصاد العالم بقوة، وتعد من المستخدمين الرئيسيين للقناة، فكيف يتم تجاهلها في حدث تاريخي فريد كان فرصة للتقارب، يبدو ان السياسة المصرية في حاجة الي دفعة من الإبداع الخلاق الجرئ، عدم دعوة إيران يتوازي مع السماح للطلبة القطريين بدراسة فنون وأساليب الأمن في أعلي المعاهد المصرية لكي يطبقوا ما تعلموه عندنا ضدنا!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف