حمدى الكنيسى
السيسي.. وقراراته المستحيلة
سؤالي للرئيس السيسي
هل نري قريباً المزيد من قراراتك المستحيلة في اقتحام مشكلات التعليم والصحة وتجديد الخطاب الديني.. وضرب الروتين والفساد؟
يبدو أنه أدرك السر الدفين العميق جدا «للشخصية المصرية» كما فهمه العبقري «جمال حمدان» والقليل جدا جدا من المفكرين والسياسيين لذلك فإنه فاجأنا ويفاجئنا بقراراته التي تعد ضرباً من المستحيل ولا يستوعبها المنطق المجرد حدث ذلك - يا حضرات - عندما أوضح الفريق «مميش» خطته لحفر قناة السويس الجديدة وقال إن ذلك يحتاج إلي عمل مكثف علي مدي ثلاث سنوات فإذا بالرئيس عبد الفتاح السيسي يرفع إصبعه قائلا له: «لا 3 سنوات إيه؟! لأ.. أنا عايزها في سنة واحدة» ساعتها أشفقت أنا شخصيا علي الرجل المسئول الذي - بحكم «الميري» والروح العسكرية أعلن القبول للقرار المستحيل وتعهد بالتنفيذ ولعله تذكر - لحظتها - ما قاله السيسي أكثر من مرة بأننا في «سباق مع الزمن» كما تفرضه علينا الظروف بالغة الصعوبة والشراسة التي تحاصرنا منذ واجهنا النظام الديني الفاشي وأسقطناه في «30 يونيه» قبل أن يفجر حرباً أهلية لا تبقي ولا تذر لنلحق بالمصير الأسود للعراق وليبيا وسوريا واليمن والصومال وقد كرر «السيسي» نفس القرارات المستحيلة فطالب الشعب بأن يكون هو الممول الأوحد لعملية حفر القناة، وإذا بنا نستجيب للمستحيل ونفاجئ العالم بدفع «64 مليار جنيه» بالرغم من الظروف الاقتصادية الخانقة وذلك حتي لا تتكرر مأساة الديون التي أوقعنا فيها «الخديو اسماعيل» والتي أدت إلي احتلال القناة ومصر!!
ثم كان قراره المستحيل الذي تلقاه بمنتهي الرضا والتأهب اللواء «كامل الوزير» رئيس الهيئة الهندسية عندما قال ان تطوير معهد القلب بناء وتعميراً وإصلاحاً لإنقاذه من حالة التردي والانهيار.. أمر يحتاج إلي «سنة» علي الأقل، فإذا بالسيسي يرفع إصبعه الشهير قائلا له: لأ.. سنة كتير جدا.. دا لازم ينتهي في شهر واحد (يعني في شهر بدلا من 12 شهرا).
هكذا توالت القرارات «السيسينية» المستحيلة والتي أكدت وتؤكد فهم الرجل العميق للشخصية المصرية وإمكانيات الانسان المصري إذا ما واجه التحدي والمستحيل فإذا بقناة السويس الجديدة تشهد أكبر وأضخم وأسرع عملية حفر وتكريك خلال سنة واحدة كما حددها الرئيس وقد دخلت هذه العملية الكبري التاريخية «موسوعة جينس العالمية» وسط انبهار العالم كله وهو يري أمامه القناة الجديدة كأعظم ممر مائي خدمة للعالم وتحقيقا لآمال المصريين في إيرادات أكبر ومكانة دولية أعظم وإفساداً لمخططات لاحت بوادرها في محاولة إنشاء قنوات بديلة ثم إطلاقا لخطة «تنمية اقليم القناة» التي تتضمن «42 مشروعاً يخلق حياة » جديدة وفكراً جديدا غرب وشرق القناة تم ذلك بسواعد وعقول مصرية 100٪ وبأموال مصرية100٪ كما طلب السيسي الذي أسعده وأسعدنا أن يتحقق انجاز رائع آخر عندما تم تطوير معهد القلب ليصير كأحسن وأفضل ما يكون خلال شهر واحد تلبية للقرار الرائع المستحيل!!
انها إذن الشخصية المصرية الفريدة المتفردة تماما كما فهمها «السيسي» الذي استثمر الإمكانيات الهائلة للانسان المصري، وهذا ما لا تدركه بسهولة الدوائر الغربية بالرغم من تعدد الصدمات المبهرة المعجزة التي وجهها ويوجهها لهم شعبنا المصري وتضاربت تفسيراتهم المذهولة لعظمة انجازاتنا التي تصل كثيرا إلي حد الإعجاز فهم مثلا لم يجدوا تفسيرا لعبقرية أجدادنا الفراعنة فقالوا انهم كائنات فضائية جاءت واستقرت في مصر لتبني الأهرامات وغيرها من الآثار المبهرة وقبل أن يشككوا في انتماء أجيالنا لأجدادنا العظام محاولين التقليل من شأننا جاءتهم الصدمات من الجيش المصري وأسطوله بقيادة ابراهيم الرائع بن باني مصر الحديثة محمد علي ثم صدمهم الشعب المصري بقيادة ناصر عندما واجههم بالشجاعة غير المسبوقة في العدوان الثلاثي في 1956 وأفشل أهداف العدوان بل كان السبب وراء سقوط وانهيار الامبراطورية البريطانية التي قالوا إنها لا تغرب عنها الشمس ثم صدمهم الشعب العظيم بجيشه البطل في حرب الاستنزاف بعد أيام قليلة من النكسة التي أرادوا أن يكسروا بها مصر وقائدها ثم كانت حرب أكتوبر التي رأي البعض أن السادات اتخذ قرارا انتحاريا عندما أطلق شرارتها حيث كانت آراء الخبراء الدوليين تؤكد أن عبور قناة السويس ومواجهة خط بارليف وأسلحة اسرائيل الحديثة هو المستحيل بعينه لكن الجيش المصري فعلها وحقق العبور والنصر التاريخي الذي مازالت الأكاديميات العسكرية الكبري تدرس تفاصيله وأبعاده.