الجمهورية
عبد اللة نصار
تساؤلات
الإعلام المصري والثقافة والأدب المصري كانت القوة الناعمة في العالم العربي حتي رضينا بما جري لنا من تخاذل وتراجع بسبب قيادات ضعيفة. وضعف مصداقية من يتصدر المشهد من قادة الفكر والرأي أو تحولهم من النقيض إلي النقيض. مما يفقدهم المصداقية وثقة الجمهور فيهم. كانت جملة واحدة تكتب في صحيفة مصرية تحدث أثراً كبيراً وتفتح حواراً وتكهنات واجتهادات لأنها صادرة عن مصر.
كان الكتاب المصري ينتظره جمهور القراء العرب لأنه قادم من مصر. والمكتبات العربية كانت تضم أكثر من نصفها من الكتب المصرية. التي يبحث عنها جمهور القراء.
.. ولكن ماذا جري لنا؟!.. صحف ومجلات وقنوات بالمئات. وتأثيرها لا يخرج من الغرف أو المكاتب التي تصدر منها. ولأنها تدار إما بفكر الانحياز للسلطة أي سلطة. أو قنوات خاصة تدافع عن ملاكها وأصحابها وتستخدم بعض البهارات الصحفية السياسية والاجتماعية. لجذب الجمهور إليها وتحقيق حصيلة ضخمة من الإعلانات بلا هدف ولا رسالة إلا حصاد الأرباح والدفاع عن مصالح أصحابها الملاك سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وقد شعرت بالصدمة أننا نراهن علي موقف قناة فضائية من الشعب المصري وكأننا نخشي منها. وكأن هذه القناة أو غيرها من قنوات العار والخيانة والإسفاف ونشر الفوضي هي التي ستحدد مسارنا.
أمر طبيعي أن تكون للفتنة أصوات. ولكننا لا نشعر أننا مقصرون وعاجزون ولا يتصدر المشهد إلا الرداحون والصراخ من هنا وهناك بينما إعلام الشعب المصري غائب لا يعبر عنه أحد. وسواء قنوات الفتنة التي تبث من الخارج أو قنوات خاصة في الداخل يتصدر المشهد هنا وهناك دخلاء أصحاب منافع.
ودورهم التسخين والضجيج حتي يستمر حصاد الأرباح وكسب رضا أصحاب الأموال الملاك في قنوات الفتنة الآثمة التي تدار من الخارج أو قنوات خاصة في الداخل تدار بقدر من الصراخ والردح والشتائم وخلق قضايا وهمية تحت ستار مهمة قنوات رجال الأعمال أو قنوات الفتنة في خلق مواقف وطنية.
فمن يتصدر المشهد في الحالتين ليس لهم مصداقية وهم أكثر الناس تحولاً من اتجاه إلي آخر في لحظات.
ورغم إيماني بحرية الرأي والإعلام في مهنة أعطيتها نحو أربعين عاماً من عمري إلا أنني أري أنه لا توجد دولة في العالم تقع أسيرة للإعلام اللقيط الذي يدير أحوالها.
تحدثوا في الماضي في الإعلام الإذاعي والمرئي عن الريادة الإعلامية. وكانت كلمات لتسويق الوهم والكذب والتدليس.
إن وجود إعلام للدولة لا يعني تقييد حرية الإعلام أو فرض الرقابة عليه. أو يظل ينتظر الأوامر ليذيع انفجار ماسورة مياه أو حريق أو عزل مسئول هنا وهناك.
الإعلام الحكومي في مصر يحتاج إلي مهنية وحرية ودمج الأعداد المهولة للقنوات والإصدارات التي يجب أن تعتمد علي المهنية والمصداقية والدفاع عن هوية البلد وكرامته من الغدر والتزييف.
الحرية لا تتعارض مع المهنية لا يجوز أن يعلق مصير شعب في استقاء المعلومات علي فرقة من الرداحين. في القنوات الخاصة أو الشتامين دعاة الفتنة التي تبث من خارج مصر. أليس من المنطقي أن نتساءل: أين الإعلام المصري؟!!
فلا يمكن أن يكون هؤلاء الرداحين أصحاب الصوت العالي الذي يعرف الناس عنهم تحولهم في لحظات وتداخل معلوماتهم بين الرأي الشخصي والتعليق والخبر.
الإعلام المصري يحتاج إلي مهنيين وليس إلي دعاة فوضي أو من يقومون بدور الناشط السياسي ويتمسحون في كل سلطة وحاكم أياً ما كان هذا الذي يجلس علي الكرسي.
ومن سوء الطالع أن من يتصدرون المشهد الإعلامي في القنوات التي يملكها أصحاب الأموال بالداخل أو من يعملون في قنوات الفتنة في الخارج. في خندق واحد من التهريج وغياب المصداقية مما يجعلنا نتساءل: أين إعلامنا الوطني؟!!
وكيف يمكن أن نستقي الأخبار والمعلومات بعيداً عن غطرسة هؤلاء الذين يمثلون دور الناشط السياسي وهم في الحقيقة ليسوا بالإعلاميين ولا ناشطين؟!!
وقد أصبحت كلمة إعلامي المتداولة الآن كلمة تدل علي صورة بؤس وفقر في المهنية والكفاءة. وحتي لا يغضب أحد..
ومن باب النقد الذاتي علينا أن نؤكد أن مصر الدولة والشعب لا يمكن أن تهزهم أو تقهرهم قناة أو قنوات تليفزيونية.
ولكن من حق الشعب المصري إعلام حر ومهني وصادق بعيداً عن شغل الحواة والاسترزاق الذي يظهر الآن علي الساحة وهو أخطر ما يواجه مصر الآن.
الإعلام يحتاج إلي حرية وترميم ودمج ومهنية حتي يستطيع القيام بدوره في الدفاع عن ثوابتنا وكرامة الوطن بعيداً عن الحسابات الضيقة ومؤامرات الخارج وأغراض أصحاب قنواة الداخل.
ومن العار ألا نستطيع ترميم وإصلاح إعلام الدولة في أسرع وقت علي أسس المهنية والحرية والكفاءة والخبرة والمصداقية.تساؤلات
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف