السيد البابلى
التفجيرات .. والدولار .. ومصر
¼ وانتقلت الجماعات الإرهابية إلي محاولة تفجير مصر من الداخل في محاولات يائسة للإيحاء بوجودهم في الساحة السياسية بعد أن فشلوا في تجميع الحشود في المليونيات الفاشلة. التي دعوا إليها والتي لم يشارك فيها إلا بضع مئات!!
ومحاولات إثارة الرعب وإحداث شلل في الحياة الاقتصادية بعد تطور محاولات التخريب إلي الهجوم علي البنوك أيضاً لا تهدف إلي إحداث حالة من الفوضي والقلق بقدر ما تهدف إلي تحقيق مكاسب مهمة بالضغط علي النظام لقبول تسويات سياسية قد يتم فيها تقديم الكثير من التنازلات في إطار ما بدأ البعض يتحدث عنه الآن عن ضرورة التوصل إلي حلول غير أمنية.
ورغم قناعاتنا بأن الحلول الأمنية لم تكن أبداً كافية في حل أي مشكلة من المشكلات وكنا من الداعين إلي صيغة للتوافق الوطني إلا أن الجماعات الإرهابية بإقدامها علي محاولة تدمير الاقتصاد وترويع الآمنين. وإحداث شلل عام في البلاد. فإنها تكون بذلك قد أهدرت كل الفرص لأي صيغة غير أمنية ولم يعد مجدياً الآن أي حديث آخر إلا ما يتعلق بالحزم والشدة في القضاء علي الإرهاب بكل صوره وأشكاله.
* * *
¼ ولأن الحياة في مصر يجب أن تمضي وإلي الأمام مهما كانت التضحيات البشرية والمادية. فإن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ذهب إلي الكويت الشقيق للإعداد للمؤتمر الاقتصادي القادم. ولم ينس أن يلتقي بالجالية المصرية هناك. وأن يتحدث معهم عن أهمية تشجيع السائحين للقدوم إلي مصر قائلاً: "انزلوا مصر. وكل واحد معه عشرة سائحين".
وقد يكون قدوم سائحين من دول أخري ضرورياً ومهماً من أجل الدخل القومي. ولكن أعداداً كبيرة من المصريين أنفسهم أصبحوا لا يأتون في إجازاتهم إلي مصر. وأصبحوا يفضلون أن يذهبوا إلي دول أخري آسيوية تقدم لهم كل الخدمات والتسهيلات بأسعار أقل مما سينفقون في بلادهم. وستتعامل معهم أيضاً باحترام وتقدير يفوق ما يلاقونه في المنشآت والمنتجعات السياحية في وطنهم الأم.
فالسائح المصري "الخليجي" ينفق بسخاء وبكرم. ويبحث خلال إجازاته عن تعويض لأشهر العمل والاغتراب والمعاناة النفسية. ولكنه يصطدم في بلاده بمعاملة أقل من السائح الأجنبي المدلل الذي يأتي إلي مصر. حاملاً معه زجاجة المياه. ولا ينفق فيها إلا القليل.
وإذا كنا نبحث عن موارد حقيقية للسياحة. فليكن تركيزنا علي السائح المصري في هذه المرحلة. فهو وحده القادر والمتفهم لطبيعة المرحلة.. وهو وحده من أنقذ صناعة السياحة في مراحل متعددة سابقة.
* * *
¼ ولا نستطيع أن نفهم أو نستوعب ما يقوله محافظ البنك المركزي هشام رامز من لوغاريتمات وفوازير. فهو يقول إنه لا توجد مشكلة في الدولار في مصر. ويضيف بعد ذلك أن مصر تستورد مواد غذائية بـ 60 مليار دولار. والبنك المركزي والبنوك لا تستطيع توفير إلا نصف المبلغ. والنصف الآخر يأتي كما يقول من السوق السوداء!!
وبعد هذا التصريح الواضح عن تدبير العملة من السوق السوداء. فإن المحافظ يقول إنه لا توجد مشكلة في الدولار!!.. ونقول إيه.. كله ماشي!!
* * *
¼ وحركة حماس بدأت حملة للتصعيد ضد مصر.. وقررت أن يكون الحشد شعبياً بمظاهرات التنديد بأحكام القضاء المصري التي اعتبرت كتائب عزالدين القسام إرهابية.
ومن قبل فإن حماس اعتبرت أن مصر لم تعد وسيطاً في أي محادثات سلام بينها وبين إسرائيل!!
وحماس تهدم بذلك كل الجسور وتزيد من تباعد المسافات. ولا تضر أحداً إلا الشعب الفلسطيني. الذي عاني وسيعاني لأن قادته قد اختلطت عليهم دائماً معالم الطريق!!
* * *
¼ وحزب مصر القوية. هو امتداد لحزب الحرية والعدالة. وموقف الحزب من الأحداث الأخيرة في سيناء يؤكد ذلك.
فالحزب بدلاً من أن يدين بقوة أي استخدام للعنف. وبدلاً من أن يقف موقفاً حازماً مثل كل طوائف الأمة المصرية ضد الإرهاب. فإنه راح يترحم علي شهدائنا. وينتقل بعدها إلي الهجوم علي إدارة الدولة للأزمة. وكأنه يلقي باللوم عليها لتبرئة الإرهاب.
وحزب مصر القوية لن يشارك في الانتخابات البرلمانية القادمة. فهو يدرك جيداً أن فرصه في الحصول علي أي عدد من المقاعد في هذا المجلس معدومة.
* * *
¼ أما محافظ القاهرة فقد توقف أثناء جولة في "قلعة الكبش" لتناول الطعمية. ووزيرا التربية والتضامن قاما بلعب "البنج بونج" تنس الطاولة.. أثناء فاعلية مشتركة لهما.. والحياة بقي لونها بمبي. مع أننا مازلنا في الشتاء!!