صَدق أو لا تُصدق.. التقارير التي تنشرها صحفنا هذه الأيام تبشرنا بأن الحزب الوطني "المنحل" عائد بقوة في الانتخابات البرلمانية القادمة.. وسيحقق اكتساحاً هائلاً في عدد المقاعد التي سيفوز بها.. والتي ربما تتقارب مع المقاعد التي فاز بها في انتخابات ..2010 المتغير الوحيد في هذا الصدد أن اكتساح "الوطني" هذه المرة. لن يكون باسمه وتحت لافتته.. وإنما من خلال قوائم وبأسماء أحزاب أخري وبترشيحات مستقلة لن يذكر فيها اسم "الوطني".
ربما صدمتك هذه الحقيقة.. وربما صدمك عنوان المقال.. لكنه في الواقع مقتبس من عنوان التقرير الموسع الذي نشرته "أخبار اليوم" في عدد السبت 25/7/..2015 وأكدت من خلاله أن "المعركة الانتخابية الحقيقية القادمة ستكون علي المقاعد الفردية "448 مقعداً".. ومن المتوقع أن تشهد صراعاً بين القوي التقليدية المتمثلة في أعضاء ونواب الحزب الوطني السابقين الذين يخوضون الانتخابات إما مستقلين أو من خلال عدد من الأحزاب المدنية.. وبين مرشحي حزب النور السلفي. الذي يمثل تيار الإسلام السياسي هذه المرة. بعد سقوط جماعة الإخوان".
وقد رصد التقرير حقيقة مهمة. إذ أكد وجود سباق بين الأحزاب القائمة حالياً للتواصل مع أعضاء ونواب الحزب الوطني السابقين. الذين لديهم خبرة وقدرة علي خوض الانتخابات وتحقيق الفوز لكي يكون ترشيح هؤلاء الأعضاء من خلال الأحزاب القائمة ضماناً لتواجدها تحت قبة البرلمان.. وهو ما يعني أن الواجهات الحزبية ستتغير. لكن الجوهر سيظل "الحزب الوطني الديمقراطي".
هناك صفقات تعقد في السر.. وأيضاً في العلن.. وهناك مبالغ مالية هائلة تدفع لهؤلاء الأعضاء الذين ضحك لهم الزمان من جديد.. وفتح لهم ذراعيه ليعيد أمجادهم.
في تقرير "أخبار اليوم" كلام صريح واضح عن الأحزاب التي تلهث وراء أعضاء ونواب الحزب الوطني السابقين.. وفي مقدمة هذه الأحزاب حزب المصريين الأحرار. الذي أسسه المهندس نجيب ساويرس.. وقد نقلت في مقال أمس الأول وقائع خطيرة عن ممارسات منسوبة لساويرس وحزبه من أجل الفوز بأكبر عدد من رجال الحزب الوطني مقابل عروض مالية فجة.
أما حزب الوفد. فقد كان من أكبر الأحزاب التي شهدت عمليات انضمام جماعي لأعضاء ونواب الحزب الوطني عقب ثورة يناير.. وهو الآن يعد منافساً شرساً علي مقاعد الفردي.. ويمثل المرشحون الوفديون الذين ينتمون للحزب الوطني نسبة كبيرة من إجمالي مرشحيه.. وهم الأقرب للفوز.. وقد أعد الحزب حملة إعلانية وإعلامية ضخمة لدعمهم.
هناك أيضاً حزب "مستقبل وطن" الذي يتردد بقوة أنه يتبع نفس أسلوب المصريين الأحرار من دفع مبالغ مالية ضخمة لضم عدد من أعضاء الحزب الوطني السابقين وهذا الحزب يلقي دعماً مالياً من عدد من رجال الأعمال ويدفع في المرشح مبالغ تصل إلي 2 مليون جنيه.. وأغلب مرشحيه في الصعيد.. كما قرر الحزب تحمل جميع ملصقات الدعاية الخاصة بمرشحيه في الدوائر من خلال المطابع التي يملكها.
أضف إلي ذلك أن هناك أحزاباً قائمة في الأساس علي عدد كبير من أعضاء الحزب الوطني. مثل حزب "مصر بلدي" و"الحركة الوطنية" الذي أسسه الفريق أحمد شفيق. و"المؤتمر" الذي يرأسه عمرو موسي.. وهذه الأحزاب سيكون لها نصيب في البرلمان قَلّ أو كَثُر.. ثم هناك أحمد عز. أمين التظيم في الحزب الوطني سابقاً. الذي يسعي للسيطرة بشكل أو بآخر علي عدد من مقاعد المجلس المقبل. بهدف رد اعتباره.
في عدد الإثنين 27 يوليو 2015 نشر "الأهرام" تقريراً بعنوان "توجس في الشارع السكندري من "سطوة المال وغياب الأحزاب" حذر فيه من تأثير رجال الأعمال ورجال الحزب الوطني "المنحل" من توجيه إرادة الناخبين.. وحذر أيضاً من سطوة أفكار الإسلام السياسي. في ظل كرتونية الأحزاب القائمة.
وفي حوار مع "الجمهورية" نشرته الخميس الماضي قال د.أحمد عكاشة. عضو المجلس الرئاسي. وخبير الطب النفسي العالمي: "إن أعضاء مجلس النواب المقبل سيأتون بالعصبيات والزيت والسكر"!!
مبروك عليهم!!