الوفد
صبرى حافظ
«القناة».. درس للألتراس
ملحمة المصريين غداً وتكاتف جميع فئات الشعب في الاحتفالية الكبرى بافتتاح قناة السويس الجديدة تستدعي من كل الرياضيين، خاصة العاملين في منظومة الكرة المصرية وجماهيرها الغفيرة أن تجعل من هذه المناسبة الجليلة فرصة لطي صفحة الماضي بكل آلامها وأحزانها بعد أربعة أعوام من الفوضى العارمة داخل الملاعب وخارجها عصفت بالجماهير من مقاعدها في المدرجات والتي كانت تشعلها بالأغاني والرقص تحولت هذه المدرجات - لخروج الألتراس عن النص- إلى أماكن خاوية على عروشها يسكنها القطط والطيور والغربان.
لم يتجن أحد من المسئولين في الدولة على الألتراس سواء كان جمهوراً أهلاوياً أو زملكاوياً أو ينتمي لأي ناد.. فجأة اعتبروا هؤلاء أنفسهم دولة داخل الدولة لا يخضعون ولا ينتمون إلا لقوانينهم وفرض واقعهم المؤلم والمخزي والذي أصاب الجميع بانتكاسات ولا أبالغ إذا قلت إن الكرة المصرية تأثرت وجنت خسائر كبيرة بسبب هذا الألتراس الذي «شوشر» كثيراً على الكرة المصرية وأفقدها التركيز والتوازن بسبب الحروب في كل الجبهات وحرمان المنتخبات خاصة المنتخب الأول والأندية المشاركة في بطولتي أفريقيا من المساندة والمؤازرة.
تأثرت الكرة المصرية طوال أربع سنوات من ضربتين عنيفتين، تجميد النشاط طيلة عامين تقريباً وغياب السند والذراع اليمنى لجسم الأندية المصرية والمنتخب ممثلاً في جمهوره.
بعض جماهير المصرية افتقدت طوال السنوات الاخيرة من يحتويها خاصة مع حالة الفوضى التي سيطرت على البلاد وحرقها لمبنى اتحاد الكرة ونادى ضباط الشرطة واقتحامها لملاعب الكرة لتظهر قوتها أمام ضعف غريب للدولة وفي النهاية شعرت هذه المجموعات غير مرغوب فيها في المجتمع فراجعت نفسها كثيراً.
وأعجبنى كثيراً موقف مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك من ألتراس زملكاوي وكان ذكياً عندما فتح صفحة جديدة معهم لاحتوائهم في أعقاب فوز الزمالك بدرع الدوري ومشاركتهم في احتفالية النادي التي حضرها حوالي مائة ألف متفرج داخل النادي بميت عقبة وهي فرصة للالتزام بمبادئ وقيم النادي بعيداً عن العنف، فالشعب المصري ينبذ ويكره البلطجة ولنبدأ صفحة جديدة بعد ثورتين سلميتين.
افتتاح القناة غداً فرصة مع الفرحة واللمة أن نلملم جراحنا وأحزاننا ونبدأ كل في عمله فتح صفحة جديدة فليس أمامنا وقت نضيعه.. فمصر تنادينا وتحتاج منا الكثير.
نختلف في الرؤى والفكر ونعطي للقائد كل في ميدانه اتخاذ القرار وطالما الهدف المصلحة العامة وتجنيب المصالح الذاتية فسوف يكتب النجاح للمجموعة طالما هناك نوايا سليمة وعمل دؤوب والكل على قلب رجل واحد.
وإذا كان افتتاح القناة الجديدة أعطى درسا بأن مصر قادرة على صنع المعجزات إذا توفرت الإدارة الناجحة الناجزة والهدف الواضح والعزيمة والتصميم. وباتت مركزاً للانطلاق نحو إنجاز مشروعات ضخمة قادمة ينتظرها المصريون فإنها أيضأ فرصة للخروج من حالة الاحتقان إلى الانفراجة الكبرى للكرة المصرية.. فهل حددنا أهداف المرحلة المقبلة والإنجازات المطلوبة؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف