قبل فترة أقامت سيدة مصرية قبطية قضية خلع ضد زوجها الكاهن، وكانت هذه القضية مفاجأة للجميع، فنحن نعلم ان هناك مشاكل بسبب سوء العشرة بين بعض الزيجات، فى المسيحية مثل الإسلام واليهودية، لكن المسيحية رفضت مبدأ الانفصال سوى لعلة الزنا حسب تعليمات المسيح، ونص الآية واضح، وقد حاول البعض تأويله أو إيجاد تفسير مغاير لتفسير الكنيسة، وانتهت المحاولات عبر السنوات الماضية بالفشل، واحتدت الخلافات بين بعض الأزواج، ولجأوا للكنيسة للبحث عن مخرج، وتمسكت الكنيسة بتعليمات المسيح، وماذا عن سوء العشرة، والمرض، وفظاظة وغلظة القلب، والبخل، والسفاهة، والكراهية؟.. المسيح قال: لا طلاق إلا لعلة الزنا، والحل؟، بعض الأزواج انفصلوا فعلا جسديا ومكانيا ونفسيا، والبعض الآخر يعيش تحت سقف واحد كالأغراب، الحالات تتزايد، والأصوات بدأت ترتفع، والبعض أصبح على وشك الانفجار.
قبل فترة تركت سيدة فاضلة منزل الزوجية ولجأت للقضاء وطلب الخلع، الكيل طفح وما كنا نعانيه فى السر خرج إلى العلن، بعض الشباب أسس جماعات تطالب بالانفصال والزواج الثانى، الشباب يتمسك بمسيحيته ولا يحب ان يغضب المسيح، لكنه يريد أن يعيش حياة هادئة مثل سائر الأسر، طالب الكنيسة بالبحث عن حل لا يخرجهم من المذهب ولا يخرجهم من الديانة، أنا مسيحى وسأظل على مسيحيتى حتى صعودى إلى الملكوت.
الضغوط زادت على الكنيسة، والأصوات ارتفعت والغضب بدت ملامحه على الوجوه وعلى الكلمات، بعض ضعاف النفوس فكروا فى التجرؤ على الكنيسة والكهنة، الحدة أصبحت السمة فى التعامل والحوار والمواجهة.
الكنيسة تحاول اليوم إيجاد مخرج لأولادها المتضررين من زيجاتهم، وماذا عن تعليمات يسوع؟، المفترض ان نجد حلولا للانفصال غير على الزنا، مثل: العنين، والعقم، والمجنون، السفيه، المدمن، الملحد.. وماذا عن عدم التوافق؟، عن الكراهية؟، والبخل؟.
بعض الزيجات تستمر مع عيوب كثيرة، كثير من السيدات تأقلمن مع البخل والشح والعنف والجفاء، وبعضهن تعايشن مع الهجر والإدمان، يجب ان نحافظ بقدر الإمكان على السر، ربما مع الزمن تتبدل الأحوال وتختفى بعض السلبيات، كثير من الأزواج لا يحبون زوجاتهم لكن العشرة والأولاد ربطتهما ببعضهما البعض.
البعض يطالب بتطبيق مبدأ الخلع أو الافتداء ان يفتدى أو تفدى نفسها من العلاقة بمبلغ أو بالتنازل عن حقوق مشروعة مقابل الانفصال، فالكراهية أصبحت أكبر من تحملها واستمرار الحياة بها، هل الكنيسة سوف تقبل مبدأ الخلع؟، وهل ستجد فى مشروع قانون الأحوال الشخصية الذى يتم إعداده حلولا لبعض الشباب؟.