هالة فهمى
غداً أفضل .. مبروك لمصر..
قناة السويس الجديدة بكل ما يقال عنها.. مع أو ضد.. هي في الحقيقة تحد كبير في وقت عصيب.. أكدت علي أن المصري إذا أراد فعل.. وأكدت للعالم كله ان الجندي الذي عبر خط بارليف في 6 ساعات والذي ابتكر سلاح خراطيم الماء لتحطيم أسطورة الصهاينة التي بدأت بفكرة زرعوها وروجوا لها.. وهي خط بارليف الذي لا يُقهر.. قهره المصري بإصراره علي العبور ورد الأرض وصيانة العرض.. وكان التحدي الجديد.. القناة التي حُفرت في عام والتي لا تبرهن علي القدرة الهندسية والعقلية الاقتصادية والتجارية التي درست المشروع فحسب ولكنها كانت قدرة المصري للالتفاف علي هدف قومي ووطني.. توحد الصف والقلب والروح.
تلك الروح التي عمل الصهاينة وأعوانهم علي هدمها علي مدار سنوات طويلة.. بدس السم في خلايانا.. وتفتيت وحدتنا كشعب له نسيج واحد وإن تعددت مشاربه.. عملوا علي هدم الثقة بالنفس وبالآخر حتي وصلنا لحالة من الفوضي والعراك كادت تنهي تاريخ مصر الضارب في عمق التاريخ علي يد عصابة من الصهاينة وأعوانهم في الداخل من الشيعة أو السنة أو الإخوان أو الدواعش.. ليبرالي أو يساري أو حتي علماني.. الخائن لا دين له ولا انتماء ويتلون ويتقلب.. الخائن كافر بكل قيمه فمن يبيع نفسه يبيع وطناً.. لذا كان التحدي الكبير.. عندما طرح المشروع للتنفيذ سخر البعض وهاجموه وأكدوا انه سيفشل ومع نجاحه هبوا ليسفهوه ويقزموه.. ولكنهم سيفشلون أيضاً.. فالقناة الجديدة شريان يضخ الدماء الجديدة والحياة لقلب الوطن.. فمبروك لمصر ليس ما ستحققه القناة علي مدار السنوات القادمة من أرباح بل ما حققته علي بعد خطوة واحدة من قلب الشعب الذي يفرح الآن.. الشعب الذي بدأ يلمس منجزه وأعادت الثقة بين الحاكم والمحكوم.. مبروك لمصر شريانها الجديد.. ومن هنا نسأل رئيس مصر.. ما هو مشروعنا القومي القادم؟
ونرجوه أيضاً أن يكون التعليم والصحة من أهم تلك المشروعات الستة التي سيطرحها علينا غداً.. التعليم سيدي الرئيس والاهتمام بالمعلم الذي يبني عقول أبناء مصر وحملة الشعلة نحو هرم المستقبل.. والصحة التي دمرت فبات المصري لا يقوي علي شراء قرص اسبيرين مغشوش.. وليكن مشروعنا القومي القادم شعاره القضاء علي الفساد وحتي يحين موعد تحقيق الحلم التالي نقول مبروك.. مبروك لمصر.