الجمهورية
يسرى السيد
وماذا بعد افتتاح القناة؟
الخيال والحلم والارادة والعرق.. هي كلمة السر عند الفراعنة منذ القدم وحتي الآن ..من الحضارة الفرعونية التي اخترعت ما يميز الانسان عن الحجر والحيوان.. وكانت النتيجة حضارة علمت البشرية ومازالت اسرارها لم تكشف بعد.. إلي اليوم بافتتاح قناة السويس الجديدة.. والبطل في كل الحقب هو الانسان المصري.. يتغير الحكام علي مدي العصور ويبقي الشعب للابد.
بافتتاح قناة السويس اليوم باذن الله..يؤكد الشعب المصري من جديد..انه اذا ارادپتحقق المراد رغم انف الجميع.. شعب قادر علي اجتياز المستحيل اذا آمن بقائده وصدقه..من احمس ورمسيس الي عبدالفتاح السيسي الآن..
ويبدو ان قناة السويس كانت جزءاً من مسرح اثبات الارادة منذ 1859 وحتي الآن.. نعم الفارق شاسع بين الجبر والاختيار.. نعم هناك فارق كبير بين العمل بسطوة سوط القهر و بين العمل بقوة العاطفة وصوت الغناء وجذوة الابداع.. والفارق بين الاثنين كبير.. دماء 100 ألف شهيد.. وعرق 90 مليون مصري وبينهم ما بينهم من حروب ومعارك..
نعم البداية كانت بدماء أكثر من 100 ألف شهيد جرت لتحفر مسار قناة السويس قبل اختلاط مياه البحرين الابيض والاحمر.. نعم كان الهدف الأول هو خدمة مصالح المستعمرين لكن نجح المصريون ان يعيدوها لمصر.. والثمن كان الدم في العدوان الثلاثي وحرب أكتوبر..
والقدرة علي الخيال والحلم هي المميزة لحاكم عن حاكم..
وبغض النظر عن مخطط ديلسبس في استغلال القناة لخدمة بلاده فالموضوعية تقتضي منا ان نعترف بقدرة الخديوي الفائقة علي الحلم والخيال في خلق القناة من العدم.. القدرة والحلم في تشييد مصر الحديثة في عهده وعهد من بعده للدرجة التي يستعان بها بالمهندس الذي خطط باريس ليخطط قلب القاهرة..الخديوي الذي يأتي بفيردي ليقدم لنا أوبرا عايدة والمهندسون الذين يقيمون القصور وغيرها..
وحتي لو كان الهدف ليس الشعب الفقير فالفن كان الهدف والجمال هو المراد.. والنتيجة ذهب هؤلاء وبقي الفن.. بقت القصور والاوبراپوما بينهما ومات الخديوي والفرعون الذي يستحق منا بموضوعية هذا العصر التحية علي قدرته علي الحلم وتحقيق الخيال علي أرض الواقع.
وتمضي السنون ويكمل الزعبم جمال عبدالناصر الحلم ويدخل ضمن العظماء الذين وهبهم الخالق نعمة الخيال ويرد القناة للمصريين بعد ان ظلت منذ حفرها دولة داخل الدولة..
وطبعا كان الثمن هو الدم.. لكن منذ متي تنتصر الامم وتتقدم بدون الثمن؟
ولان المخطط مستمر في حرمان مصر من أي مصدر يحولها لدولة وقوة اقليمية تم كسر المشروع النهضوي المصري في عهد عبد الناصر باحتلال سيناء واخراج قناة السويس من معادلة القوي المصرية..
وجاء الرئيس أنور السادات بخيال وحلم جديد حتي ولو اختلف معه البعض وانا منهم ليعيد القناة لمصر ويكون الثمن ايضا هو دماء المصريين في حرب أكتوبر
ثم يعاني المصريون من فقر الخيال والحلم عند حسني مبارك مثل بعض من اتي لسدنة الحكم في مصر وغيرها فيضرب فيروس الجمودپاعماقنا حتي تأتي ثورة 25 يناير بحلم جديد كان بطله هو الشعب الذي خرج بالملايين ليغير الحقبة الجامدة بفوران جديد..
وسرعان مايتدخل المستعمر لكن بادوات جديدة لسرقة الحلم مثلما فعل مع محمد علي وعبدالناصر لكن بوجه جديد.. هنا العدو سيكون من الداخل بعد ان كنا ننتظره دائما من الخارج!!
وسرعان مايخرج الشعب مرة اخري ليخلع العدو الجديد ليعلم اسياده الدرس من جديد ولم يكتف الشعب بذلك بل بعث بالاشارة.. ويولد البطل الجديد المخلص من رحم الثورتين.. اقصد طبعا عبدالفتاح السيسي.. يأتي البطل الجديد بخيال وحلم جديدين.. حلم اساسه ان تكون مصر ام الدنيا.. وتبدأ المؤامرات ولن تنته!!
وتكون نقطة البداية مع قناة السويس الجديدة.. اقول نقطة البداية لان الرحلة نحو النهضة والمواجهة تبدأ اليوم من افتتاح القناة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف