علاء عريبى
أنا ومشروع ديلسبس الثانى عشر
عندما رجعت لبعض المقالات التى كتبتها عن مشروع محور قناة السويس، اكتشفت أنها ليست بقليلة، وأننى قد تناولت المشروع منذ طرح فكرة تنفيذه بعد ثورة يناير، والطريف أن جميع مقالاتى سوى مقالتين تضمنت جميعها التشكيك والانتقاد والتجريح والهجوم، وأعترف اليوم أن أكثر المقالات النقدية التى كتبتها كانت من حظ الرئيس مرسى، والفريق مميش، ففى فترة الأخونة خفنا جميعا من قيام مرسى وجماعته بفصل المنطقة عن الوطن، وبيع القناة لبعض الشركات والبلدان التى يرفضها الشعب، وصدقت مخاوفنا وكلفت حكومة الجماعة بإعداد مشروع قانون يرفع يد الدولة المصرية تماما عن إقليم قناة السويس، ويجعل من الإقليم دولة مستقلة، وأذكر أن المستشار طارق البشرى الذى اتهم بالأخونة كتب مقالا فى جريدة الشروق يوم الجمعة 10 مايو 2013، بعنوان: ماذا يعنى مشروع إقليم قناة السويس، رفض فيه مواد القانون، وأكد شكوكنا ومخاوفنا جميعا بأن الجماعة تحول الإقليم إلى دولة حرة مستقلة عن الدولة المصرية، تحت حكم من؟، جنسيته؟، لغته؟، ديانته؟، أيديولوجيته؟، الله أعلم.
وقد سبق هذه الواقعة البيان الذى أصدره فريق المهندس عصام شرف المكلف بالتخطيط للمشروع، أعلن فى البيان اعتذاره عن الاستمرار فى التخطيط للمشروع وقال: «إن مشروع القانون يفتح الباب أمام سقوط منطقة قناة السويس فى قبضة جهات غير مرغوب فيها، حيث يتيح للهيئة إسناد مشروعات كبرى إلى شركات مساهمة، يتم تداول أسهمها فى البورصة وهو ما يعنى صعوبة التحكم فى هوية مالكيها».
وعندما تولى د. ببلاوى الحكومة كتبت وانتقدت وهاجمت وقلت: هل جمدت حكومة جدو ببلاوى مشروع قناة السويس؟، هل قررت الحكومة الاكتفاء باستكمال المرافق إلى حين انتقال البلاد من حكومة مؤقتة إلى حكومة دائمة؟، هل جدو ببلاوى ووزراؤه قاموا بتحويل مشروع قناة السويس القومى إلى مجرد منطقة صناعية مثل التى أقيمت فى المحافظات وفشلت؟، هل سيصبح مشروع القناة صورة للمدن الصناعية الفاشلة التى اشرف عليها رئيس هيئة الاستثمار الفلول الفاشل فى عهد مبارك؟، لماذا أجهضت حكومة جدو ببلاوى مشروع قناة السويس القومى؟
وعندما صدر قرار بإسناد مشروع القناة إلى الفريق مميش انتقدت القرار، وقلت كيف ينقل المشروع من تبعية مجلس الوزراء إلى تبعية قناة السويس، وما الذى يفهمه الفريق مميش لكى يسند إليه مشروع بهذا الحجم، وأعلنت تخوفى من تجميد الحكومة لمشروع كبير مثل هذا سوف يدخل لمصر ملايين الدولارات، كما سيعمل على تشغيل آلاف الشباب.
بعد تولى المهندس محلب الحكومة أصدر قرارا وأعاد المشروع مرة أخرى للحكومة، وبعد فترة رده مرة أخرى إلى مميش، ولا أخفى عليكم فقدنا الثقة تماما فى تنفيذ المشروع، لكن بعد أسابيع فوجئنا جميعا بما لم يكن على البال ولا على الخاطر، إعلان مميش فكرة حفر مجرى مواز للمجرى القديم بدلا من التوسعة فى المجرى القديم، إضافة إلى إقامة المشروعات اللوجستية والثقيلة التى سبق وذكرت من قبل، وسعدنا جميعا بالمجرى الجديد، وكتبت هنا واعتذرت للفريق مميش ولقبته بديلسبس الثانى عشر، وتم تدشين بدء تنفيذ المجرى، ولم نصدق أبدا أن مميش واللواء الوزيرى سوف ينجحان فى الحفر والتكريك والتدبيش خلال عام، معقولة؟، هم هيحفروا ترعة فى كفر أبوطشت؟، ومرت الأيام وأثبت مميش والوزيرى أنهما بحجم المسئولية، واليوم أصبحنا نمتلك مجرى جديدًا، تحية تقدير واحترام لجميع من شاركوا فى هذا المشروع الكبير.