ليت كل ما في مصر كالقناة.. في بهائها وروعتها واعجازها وسرعتها الدقيقة.. ليت كل العاملين كأولئك الأبطال الذين سطروا في حفر قناة السويس الجديدة ملحمة باتت قصة تروي للأجيال وترد علي كل من يشكك في الإرادة المصرية الاستثنائية.
لن يحزنك شيء في مصر هذه الأيام مثل حالة الكسل العامة التي لا تخطئها العين في المدارس والهيئات والشركات.. وحدها قناة السويس الجديدة باتت النافدة علي مصر التي نريدها ونتمناها.. وحدها التي تسير بايقاع مختلف وعزم مختلف وإرادة حقيقية في العمل وفي النماء وفي التطلع إلي أفق مشرق.
يوم أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن البدء في المشروع التاريخي طلب انجازه في عام واحد ولفرط الدهشة ربما لم نصدق كيف ننجز كل هذا العمل في عام.. كيف تتحول الرمال الصماء بطول عشرات الكيلومترات إلي شريان للخير والعطاء في اثني عشر شهراً فقط ولكن يوماً بعد يوم اكتشفنا أن الرئيس ولأنه مدرك للتفاصيل لم يطلب شيئاً فوق طاقة المصريين فقد بدأت بوادر الإعجاز تتحقق من أول يوم وتجسدت علي مدار الفترة الماضية عملاً وعرقاً وصبراً وحبا لمصر والمصريين.
أكاد أجزم أن افتتاح قناة السويس الجديدة لن يكون فقط تدشينا لمشروع مصري عملاق تهديه أرض الكنانة إلي العالم وإنما سيمثل علامة فارقة في المسيرة المصرية نتمناها أن تكون عودة للروح إلي هذا البلد المحفوظ بأمر الله وعونه.
علي المصريين جميعاً أن يدركوا المغزي العميق لهذا الدرس العبقري وحين تعبر السفن من القناة الجديدة إيذانا باطلاقها علينا أيضا أن نعبر هذه الحالة من "الغيبوبة" التي اصابتنا منذ زمن ونحن قادرون علي ذلك فمن حفروا القناة في هذا الزمن القياسي هم أخوننا وابناؤنا.. ليسوا من كوكب آخر وطالما انهم استطاعوا فنحن أيضا نستطيع نحن أيضا بإمكاننا أن ننجز ألف قناة في كل قطاع نعمل فيه.. المهم أن نبدأ وأن نعمل.
عودة الروح.. ليست منحة نفرط فيها بسهولة ولن تأتينا فرص مثل تلك تشكل انتفاضة هائلة داخل الصدور وهي منحة من القدير اللطيف بمصر وشعبها ومع افتتاح القناة علينا أن نفتح النوافذ في القلوب.. علينا أن نقف وأن نسأل أنفسنا: إلي متي السير في طريق جربناه ولم يصل بنا إلي شيء؟.. قناة السويس شقها الأبطال في موطن البسالة والشرف وشقها السيسي في العقول. فليتنا نستوعب الدرس ليتنا نحب مصر كما يليق بها.
** ما قبل الصباح:
مصر الجديدة.. لا مكان فيها لفاسد أو متآمر أو أحمق ولا مكان فيها لمن لا يحبها.. وأول الحب أن تعطيها أن تعمل من أجلها.