لا أدرى سببا للأزمة الدائرة أو الأزمة التى شهدها الوسط الكروى على مدى الأسبوع الماضى بخصوص تسليم الدرع الى مقر اتحاد الكرة ؟! هاجت الدنيا وماجت بسبب مشاهدة أحد الأشخاص العاملين فى اتحاد الكرة شايل الدرع على رأسه وماشى بيغنى حتى دخل مقر الاتحاد لتسليمه .. وظن الخبثاء أن النادى الأهلى أرسل الدرع الى مقر الجبلاية عن طريق أحد العاملين بالأمن أو الخدمات .. وبدأت حملات الهجوم المعتادة على الأهلى وادارته بأنه أساء التعامل فى مراسم تسليم الدرع بالجبلاية واتهموا مدير عام النادى جمال علام بأنه تعمد اهانة الدرع .. وأن الادارة فى حالة ضيق بسبب حصول الزمالك بعد غياب عقد من الزمان وربما أكثر بشوية على بطولة الدورى وقالوا أين الروح الرياضية الكروية والبعض أسهب فى خيالاته بأنه كان لزاما على الأهلى أن يقوم بتشكيل وفد رسمى من الادارة مع فرش سجادة حمراء من بوابة النادى على النيل حتى بوابة الجبلاية .. مع احضار فرقة موسيقية لعزف الأناشيد والأغانى على بوابة الجبلاية .. ويتم تسليم الدرع وسط احتفالات وحفاوة وروح رياضية للقضاء على التعصب الأعمى بين جميع الأندية !!
وبالطبع استيقظ الجميع على مفاجأة مأساوية وهى أن ادارة الأهلى ليس لها أى دخل بعملية ارسال الدرع للجبلاية .. وأن الاتحاد الموقر قام بارسال أحد السعاة الى النادى الأهلى ليحصل على الدرع تمهيدا لتسليمه للزمالك بطل الدورى هذا الموسم !!
وبالطبع خرست كل الألسنة التى تنتظر أى خطأ من ادارة الأهلى أو من النادى بصفة عامة لاشعال نار الفتنة .. والصاق الاتهامات الباطلة بالأهلى وادارته .. وعجزوا عن ذلك وسيعجزون دائما .. لأن الأهلى كما سبق وقلنا مرارا وتكرارا تحكمه مبادئه وتقاليده .. ومن خلالها يتعامل مع كل الهيئات والمؤسسات .. يعنى اتحاد الكرة هو المسئول عن تلك الأزمة لافتقاده بطبيعة الحال لفن التعامل مع أبسط الأمور والقواعد الادارية رغم وجود خبراء فى تلك العملية من قدامى الموظفين !!
المهم اتحاد الكرة معذور ولا أدافع عنه ولكنها الحقيقة .. لأن جميع من فى الوسط الكروى بحكم الزمن نسوا أن هناك درعا يتم تسليمه بسبب القوى الكروية الكبرى التى تتحكم فى تحديد مسار هذا الدرع وتحصل عليه سنويا منذ سنوات طويلة وأول حرف من اسمها الأهلى .. هذا النادى العتيد الذى تخصص فى أن يستحوذ على تلك البطولة بل مختلف البطولات ولا يترك لغيره الا الفتات .. ومن ثم فات على اتحاد الكرة أن البطولة لها درع يتم تسليمه سنويا .. وبقانون وضع اليد .. أصبح هذا الدرع ملكا للفرسان الحمر !! ولن أذهب لبعيد لو قلت أن الدرع نفسه يشعر بالغربة حاليا لأنه ابتعد عن بيته المفضل .. وعن حبايبه .. وأصبح يعيش فى المهجر ويبكى على ليلاه كما يقولون وأمله الوحيد العودة سريعا الى موطنه بجوار رفاقه من مئات الكئوس والدروع !!
لا أكون مبالغا لو قلت اسألوا الدرع نفسه انت بتشجع أى ناد سيرد بلا تردد بالطبع الأهلى .. فهو بيتى الذى كبرت وترعرعت فيه لأطول فترة زمنية بل لن يخشى أن يقول الدرع ويردد المثل الشهير تعبيرا عن أمنياته وأمله بالعودة لبيته وهو نار أمى ولا جنة مرات أبويا !!
كل المخاوف أن يصاب الدرع بالاكتئاب خلال الشهور المقبلة لاحساسه ومعاناته من الوحدة وسيظل فاقد الاحساس والشعور بأى فرحة حتى يعود لمكانه الطبيعى !!