لويس جرجس
محو الأمية مشروعنا القادم
تم الإنجاز في الموعد المحدد وأصبحت قناة السويس بعد التجديد حقيقة واقعة تؤكد قدرة الشعب المصري علي تحقيق الكثير لكي ينهض ببلده ويعبر بها إلي الغد المشرق الذي ثار من أجله مرتين خلال 3 سنوات فقط متطلعاً إلي تحقيق مجتمع العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
التخطيط الجيد والتنفيذ بالدقة المطلوبة والجدية في العمل والالتزام بالمواعيد المحددة. تلك هي الدروس المستفادة من إنجاز قناة السويس الجديدة في موعدها.
هذه الدروس مطلوب الاستفادة منها وتطبيقها في كل المشروعات القومية التي تنتظر التحقيق وما أكثرها وما أفضل أن يبدأ تنفيذها فورا مع موجة الحماس الشعبي التي أطلقها انجاز القناة.
في هذا الصدد أري ان القضاء علي الأمية الأبجدية في فترة زمنية قصيرة "سنة أو اثنتان علي الأكثر" من أهم المشروعات القومية المطلوب البدء في تنفيذها فورا. فلا يعقل أن تعاني أمة تتطلع إلي بناء مجتمع متقدم يوفر الحياة الكريمة لكل فرد من أفراده من أمية تغل أيادي وعقول نحو ربع سكانه بخلاف الأمية الثقافية التي يعاني منها نسبة أكبر من ذلك إضافة إلي من يتوقفون كل عام عن مواصلة مشوار التعليم في مراحله المختلفة لمساعدة ذويهم علي مواجهة أعباء المعيشة.
الفرصة مواتية الآن "وليس غدا" في غمرة الحماس الشعبي الذي عبر عن نفسه في شوارع مصر مع الاحتفال بالقناة الجديدة لكي نبدأ فوراً هذا المشروع القومي الذي تأخر كثيرا وتعرقلت بسببه جهود كثيرة بذلت من أجل التنمية والتقدم.
لقطة :
"أعقبت الحرب الكورية سلسلة طويلة من التدخلات الأمريكية لتغيير أنظمة انتخبت ديمقراطيا لصالح حكومات فاشية أكثر اذعانا لرغبات واشنطن. ففي عام 1953 لعبت وكالة المخابرات المركزية دورا رئيسيا في طرد رئيس وزراء إيران محمد مصدق وإعادة الشاة. وفي 1954 انتخبت حكومة جاكوب اريينز لتحل محل حكام ديكتاتوريين دمويين حكموا جواتيمالا مدة ثلاثين عاما. لقد اطيح بهذه الحكومة بعد شكوي من شركة موزشيكيتا خوفا من اتجاهاتها الاشتراكية. وفي 1955 شجعت حكومة الولايات المتحدة حاكم جنوب فيتنام دنج دينه ديم علي تجاهل الاتفاقية التي تمت تسوية الحرب الفرنسية الهندوصينية علي أساسها والتي دعت إلي انتخابات لتوحيد شمال وجنوب فيتنام. كان معروفا ان ديم حليف واشنطن سيخسر أمام هوشي منه قائد فيتنام الشمالية المعادي لها. وفي 11 سبتمبر 1973 أطاحت المخابرات المركزية الأمريكية بحكومة الليندي المنتخبة ديمقراطيا في شيلي لصالح الديكتاتور اوجستو بينوشيه ان زائير وإندونيسيا ولبنان واليونان والفلبين وتايلاند تشكل قائمة البلدان التي قلدت فيها الولايات المتحدة الحكم لديكتاتوريين أو قدمت لهم دعماً حيوياً بعد الحرب العالمية الثانية.
الفقرة السابقة للكاتب الأمريكي كلايد بريستوويتز في كتاب "أمة مارقة" الصادر حديثاً عن المركز القومي للترجمة نقلتها بمناسبة "الحوار الاستراتيجي" المصري الأمريكي الذي قرأنا عنه فجأة دون مقدمات منطقية مع زيارة جون كيري للقاهرة وهو حوار لا نعرف علي أي أساس يقوم. بينما الولايات المتحدة مازالت تعلن تأييدها لحكم الفاشية الدينية التي أسقطها الشعب المصري في يونيو 2013. الحذر واجب عند التعامل مع دولة تعمل لمصلحة كبار الرأسماليين بها علي حساب حقوق الإنسان في العالم كله.