ما هو نصيب المهندس إبراهيم محلب من مشرع مجرى قناة السويس؟، لماذا نسينا هذا الرجل الذي قدم لمصر الكثير خلال فترة في غاية الصعوبة؟، لماذا تجاهلنا الرجل الذى فى ظل حكومته خطط وحفر واحتفل بالمجرى الجديد للقناة؟.
التاريخ سيذكر لحكومة محلب، كما سيذكر لرئيس الجمهورية، وللفريق مميش وللواء كمال الوزير، فضل حفر المجرى الجديد، فالتاريخ لن ينسب المشروع لأحد دون آخر.
وللتاريخ أسترجع اليوم بعض الوقائع لمحلب عندما كان وزيرا للإسكان، أذكر منذ أكثر من عام، شكلت لحنة أو مجلس تنفيذى لإدارة مشروع قناة السويس، وعقد مؤتمراً صحفياً للمهندس محلب وكان وزير للنقل آنذاك، وللفريق مميش رئيس هيئة قناة السويس، وكان أيامها المستشار عدلى منصور يتولى رئاسة البلاد، وكان د.الببلاوى يترأس الحكومة، وقبل مؤتمر محلب ومميش، كان مشروع القناة يشرف عليه لجنة برئاسة د. عصام شرف، وأذكر انه كانت تتبع مجلس الوزراء مباشرة، وقد تقدم شرف ولجنته باستقالة وأصدروا بيانا وضحوا فيه مبرراتهم.
فهمت من مؤتمر محلب ومميش آنذاك أنه تم تشكيل مجلس تنفيذي لإدارة المشروع ويضم ممثلين عن الوزارات المعنية إضافة إلى بعض عناصر ذات مستوى علمي، وفهمت كذلك أن وزارة النقل قامت بإعداد كراسة شروط المشروع والمراحل الزمنية له، وانه جارى استكمال المرافق المطلوبة للمنطقة التي سيقام عليها المشروع، وأكد مميش بأنه اتفق مع رئيس الحكومة على توجيه جزء من دخل قناة السويس لتمويل مرافق المشروع.
ويومها شعرت بإحاطة شديد، فانتقال المشروع من لجنة لأخرى، ومن مجلس الوزراء إلى هيئة، يعنى أن كل جهة تتخلى عن تنفيذ المشروع، وأن الحكومة تفكر فى تجميده إلى ان يفرجها الله عز وجل، وكتبت هنا وانتقد هذه القرارات، في اليوم التالي، وربما في نفس اليوم، تلقيت اتصالين من المهندس محلب وزير الإسكان آنذاك، والفريق ممش رئيس هيئة القناة، وأكدا لى: «إن اللجان التي سبق وشكلت بعد الثورة لدراسة المشروع وإعداد دراسات عنه لم تقدم شيئا، وأن ما كنا نسمع عنه من أخبار واجتماعات ومناقشات وخلافات، لم تكن، على حد تعبير المهندس إبراهيم محلب، سوى: «لوك لوك»
ــ معقولة يا سيادة الوزير
ــ آه لوك لوك، مجرد كلام في كلام، أو كما يقولون: كلام ابن حديت.
ــ طيب ليه نقلتم تبعية المشروع من مجلس الوزراء إلى هيئة القناة؟
ــ لكي ينقذه ويسرع فى تنفيذه.
ــ مش فاهم
ــ لو ظل تحت إشراف الحكومة لن ينفذ فى سنته ولا سنة الحكومات القادمة، لأن الولاية هنا على المشاع، وكل حكومة سوف تأتى بمجموعة جديدة وهكذا، واسناد مهمة التخطيط والتنفيذ والتسويق والمتابعة للجنة من المتخصصين والوزارات المعنية بمشاركة وإشراف هيئة القناة سوف يسرع من عملية تنفيذ المشروع.
ــ وهى هيئة القناة تمتلك القدرات والخبرة لتنفي مشروع مثل هذا؟.
ــ طبعا، وهذه وظيفتها، والمشروع يقع فى نطاقها،والفريق مميش برجاله في الهيئة سوف يخرجون بواكير هذا المشروع إلى حيز الوجود في ظرف ستة أشهر.
وعندما تم تغيير الحكومة وتولى المهندس محلب رئاستها، ساند بشدة مميش ورجاله، وقد وفرت حكومته للمشروع جميع احتياجاته القانونية والمالية واللوجستية، فمميش واللواء الوزير كان يعملان هكذا بدون ظهير حكومى.
وبدأ تنفيذ المشروع وبحمد الله تم افتتاح، فلماذا ننسى جهد هذا الرجل وفضل حكومته فى تنفيذ مجرى القناة الجديد، تحية تقدير للمهندس محلب وحكومته.