الكورة والملاعب
سمير الجمل
دولة الشماريخ!
¼ في كل مرة يخرجون للتظاهر يعرفون مقدماً أن المسألة قد لا تمر بالساهل وأن هناك من الأبالسة والملاعين من يتدخل ليفسد الليلة علي من خرجوا بنوايا نفترض انها سليمة وإن كنت أشك..
فقد رأيت الفيديو الذي يكشف لنا كيف أن العدد القليل من متظاهري ما يسمي بالاشتراكية الثورية وعيال البرادعي وحمدين وكان عددهم لا يزيد علي العشرين قد اطلقوا الشماريخ وألعاب النار في ميدان طلعت حرب الذي لم يظهر به عسكري واحد.. الا فيما بعد أن تمادوا في طغيانهم وألعابهم الشيطانية وعلينا أن نحسبها في الأول والآخر انهم خرجوا للتظاهر عنداً في قانون التظاهر.. وكان من الممكن لهؤلاء أن يقيموا مؤتمراً صحفياً داخل حزبهم وتنقله الكاميرات إلي العالم ولن يمنعهم مانع من ذلك مهما قالوا وانتقدوا لكن كيف تقنعهم بهذا الأمر المحترم ولهم في النزول مآربهم وأهدافهم الأخري..
ثم لاحظ العلاقة "الشمارخية" التي تربط بين هؤلاء.. وعيال الالتراس.. وكذلك الصيع الذين يعملون لحساب العصابة الاخوانية من سكان الجحور البلطجية والمسجلين والذين يحملون جنسية دولة الترامادول وأهلها يفعلون كل شيء بلا وعي المهم أن تدفع لهم وصدق القائل أن حواري البلطجة علي ما يبدو كلها توصل إلي ميدان الانفلات.. المتفرع من شارع الفوضي بجوار سوبر ماركت "طربقها" ومحلات "خليها تخرب".. وهناك من اكابر النظام السابق وعندهم المال وتحت أيديهم جيوش القنوات والبلطجية يسلطونهم علي عباد الله.. مرة علي هيئة حرامية خام شغلهم علي الدائري وهم تخصص "تثبيت" وتراهم مرة اخري علي شكل باعة سريحة.. ينتشرون مثل الجراد في كل شارع وميدان يبيعون كل شيء.. وياويل من يفاصل أو يبرطم.. ومرات تجدهم يركبون السيارات بالمقلوب ويمشون عكس الاتجاه.. وفي الملاعب ينزلون بعد المباريات ويكسرون المدرجات لمجرد أن الكرة خبطت في العارضة.. وقد يتخدون الشكل الثوري ويندسون في أفواج علي هيئة مظاهرات "معاهم معاهم أو عليهم عليهم".. وقد سبق لنا للأسف الشديد أن حذرنا.. وغيرنا ايضا صرخ بأعلي صوته: هذه الفوضي لا تتم بالصدفة.. وهذه الفتنة التي تشتعل علي اتفه الاسباب وفي الغالب بدون اسباب نهائياً.. يتم طبخها وتسبيكها وتقديمها استثماراً لاي تجمع يحدث أو مظاهرة تقوم.. والبورصة عندنا مثل الراقصة الشهيرة.. وسطها بيلعب مع أول دقة طبلة.. واحياناً بدون طبله نهائياً.. وبذلك تجد الفوضي مجرد حلقة في مسلسل الخراب والبلد كما تري عبارة عن "توم وجيري" وكل واحد منا له عفريته.. فاذا لم يجد تعفرت ذاتياً مع نفسه.. مسلم مع مسيحي علماني واخواني.. بنزين وكبريت.. وكل واحد يري في نفسه صح الصح.. وغيره زفت الزفت.. وأولي خطوات التحضر.. أن تستمع لغيرك بقدر ما تتكلم.. وأن تتوقع منه الصحيح.. وتتوقع من نفسك الخطأ.. لهذا نسأل الله في كل وقت وحين أن يشغلنا بعيوبنا عن عيوب غيرنا.. وأن يحمي مصرنا الغالية من فوضي مبارك وأعوانه واتباعه وعياله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف