انتشرت بيننا في السنوات الأخيرة ظاهرة خطيرة. تعطل حركة المجتمع وتهدد مستقبله ومصيره.
أهملنا اللغة العربية وقدمنا عليها اللغات الأجنبية. وطلبنا من أطفالنا الرضع أن يكرروا خلفنا كلمات أعجمية وهي مسألة تحتاج إلي حركة قوية لانقاذ ما يمكن انقاذه. والمحافظة علي اللغة القومية والهوية الوطنية.
يبدأ العام الدراسي الجديد 2015-2016 في الاسبوع الأخير من شهر سبتمبر القادم. وعلينا ان نتحرك من الآن ونتقدم فِي الاتجاه الصحيح. علي الاقل لانقاذ الاجيال الجديدة من غفلة بعض الآباء والأمهات. وأيضا ما يظهر علي الشاشات من مفردات وأرقام باللغات الاجنبية.. بينما تتواري الحروف والكلمات العربية ومن يتردد علي دور الحضانة في أي سن لتقديم أوراق ابنه أو ابنته. يصادف شخصيات تتحدث بافتعال بكلمات اجنبية في محاولات واضحة لرفع قيمة المصروفات بحجة التأكد من مستوي أولياء الأمور وكثير من الآباء والأمهات يقع في المصيدة. وقليل منهم يعرف الحقيقة. وينصرف ليبحث عن دور أخري تدرك معني المسئولية ولو قامت المدرسة بدورها لما احتجنا للحديث مع أولياء الأمور باللغات الاجنبية. والأساتذة والعلماء تعلموا وتفوقوا دون اختبارات لآبائهم وأمهاتهم.
إن التعليم في الحضانات في سن القبول أو ما دون ذلك يجب أن يتم باللغة العربية بطريقة شفاهية او سماعية او تحريرية قبل ان نبدأ في تعليم الطفل اللغات الاجنبية. ليرتبط بلغته الاصلية.
وقضية إهمال اللغة العربية قديمة وجديدة ومتجددة. بدأت بصورة منظمة في العقد الاخير من القرن العشرين بالترويج للعامية بما اطلق عليه المستشرقون "اللغة المصرية" وفي مطلع القرن العشرين اطلقوا عليها "لغة القاهرة". ومن بعدها ظهرت أصوات تطالب باستخدام الحروف اللاتينية بدلا من العربية وظهر من أبنائها من يطالب بإلغاء المثني. وغير ذلك من المطالب العجيبة.. وما آل إليه حالنا الآن من اجيال الشباب التي تستخدم الحرف اللاتيني في الحوار مع الاصدقاء علي شبكة المعلومات الدولية.
أمر عجيب أن يحدث ذلك لأشرف اللغات واعظمها وأكثرها فصاحة وبيانا وجمالا واكتمالاً ومن يقرأ التراث الأدبي في لغات العالم. يكتشف ان اللغة العربية لا يوجد لها مثيل أو منافس في دقتها وجمالها.
إن المسئولية الكبري تقع علي عاتق الجميع خاصة في التربية والتعليم بالدرجة الأولي لحماية الاجيال الفقيرة من هذه الهجمة الشرسة علي اللغة العربية أو من هذه الغفلة التي ضربت بعض أولياء الأمور وما أصابهم من حمي الفخر وعقدة الخواجة.
وأيضا تقع المسئولية علي المخلصين من مدرسي اللغة العربية وغيرها من المواد وقادة الرأي في شتي المجالات ممن يعرفون قدر اللغات القومية في حياة الشعوب ودورها في تكون الهوية للمجتمع والشخصية لأبنائه..
علينا ان نتحرك قبل فوات الأوان ومن الآن لحماية اللغة العربية في الحضانة والمدرسة والجامعة والمنزل والشارع وفي وسائل الإعلام.