المساء
خيرية البشلاوى
الميديا والحرب النفسية
انشغلت الصحافة العالمية بكتابة التقارير والأخبار والتحليلات حول حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.. كثير من هذه التقارير وصفت الحفل بما يستحقه من إجلال وإكبار. وكذلك القناة الجديدة كمشروع عظيم يعزز مكانة مصر في العالم ويعلن ميلادا جديدا للدولة المصرية.
وركزت الصحافة الغربية علي ما يمثله المشروع من سمعة طيبة ودعم لمكانة الرئيس عبدالفتاح السيسي عالميا.
بعض المقالات حاولت أن تقلل أو تشكك من الفائدة الاقتصادية للقناة. وبعضها اتفق مع ما يروج له بعض أعضاء الجماعة الإرهابية علي الشبكة الدولية. ولعل من أفضل التعليقات التي تصدت لهذه الدعاية السلبية التي استعدوا لها ومعهم بعض وسائل الإعلام الغربية ما كتب علي الإنترنت تحت عنوان "مصري" egyptian)". يقول:
إن السؤال الذي يساوي مليون دولار هو:
من ذلك الذي يكترث بما تفكر فيه وسائل الإعلام الغربية؟
فإذا كانوا ينشرون دعاية سلبية حول المشروعات القومية المصرية مثل مشروع قناة السويس الجديدة. فنحن بدورنا وبنفس الطريقة يمكننا شن حملة دعائية موازية تدحض دعايتهم وتجعل العالم يفكر علي نحو محايد حتي لا ينجحوا في هدم صورتنا. خصوصا وأن وسائل الدعاية الغربية لديها وسائل حديثة تستخدمها في الحرب النفسية للتأثير علي الرأي العام العالمي ضد أي دولة ناهضة قوية تمثل بالنسبة لهم تهديدا.
ولكن ما هي الدولة القوية؟
الكلام مازال ل "المصري".. أنها تلك الدولة التي تبدأ بالبناء ولا يعني ذلك أن بناء كل شيء يمكن أن يتم في يوم واحد أو شهر أو حتي سنة. الخطوات الأولي تبدأ مثلما حدث في مصر. حيث يمثل مشروع القناة الجديدة إشارة كبيرة في اتجاه الرخاء.
ومن زاوية النظر التي أنظر منها إلي ما تفعله وسائل الإعلام الغربية. أجدني أتشكك من وجود سياسيين يكنون العداء لمصر. ومستعدين أن يفعلوا أي شيء لتقويض ما تفعله حتي تتوقف تلك الرسالة التي تبثها مصر للعالم والتي تقول إن ثمة دولة قوية تمضي في طريقها للعبور عالميا.
ولكن ماذا تعني الدعاية المضادة؟ "والكلام لكاتب السطور" التي تتصدي لما يحاول الغرب تصديره للعالم عبر وسائل إعلامهم وأساليبهم في شن الحرب النفسية.
أقول: تعني عدم الاكتراث كما يقول "المصري" والتركيز علي العمل والإنجاز للمزيد من المشروعات القومية. وإذا كنا نتحدث عن حروب الدعاية و"الشوشرة" والأسلحة النفسية. فالصورة هنا أكثر إبلاغا من الكلام.. وعموما يمكن لأي مراقب أن يشعر بالأهمية التي بدأت توليها الدولة للفيلم التسجيلي وتأثيره علي المتفرج في الداخل والخارج وكذلك يراقب الخطوات التي أصبحت مسجلة بالصوت والصورة وفي المواقع الأصلية للحدث وسوف يجدها حاضرة وتبث يوميا عبر الشاشات ويفترض أن تكون هذه الشرائط كلها موجودة في المكاتب الإعلامية والثقافية بسفاراتنا في الخارج.. وعلي أعضاء هذه المكاتب العمل بنفس المهمة والروح التي ميزت إنجاز المشروع الذي حضر افتتاحه قادة دول وشخصيات بارزة من دول العالم.
ومن المعروف أن حفل الافتتاح المدهش للقناة يوم 6 أغسطس 2015 قد تم إخراجه في فيلم قام بإنتاجه وإخراجه المخرج البريطاني داني بويل "20 أكتوبر 1956" الحاصل علي الأوسكار عن فيلمه "المليونير الفقير" وهو نفسه مخرج حفل افتتاح الأوليمبياد في لندن ..2012 ومن المؤكد أن هذا الفيلم سوف يبقي في الذاكرة المصريين وأيضا ذاكرة التاريخ كشاهد علي قدرة المصريين علي الإنجاز الخالص المتحرر من شبهة تبعية أو استعمار أو أموال غير مصرية. أعرف أن المخرج الإنجليزي ليس وحده وإنما هناك مصريون عملوا ويعملون في هذا المجال.
سوف يحاول كثيرون وبالذات من أعضاء الجماعة الإرهابية أن يشككوا في هذا الإنجاز حتي لا يقروا بالضربة القاضية التي انتزعت وجودهم إلي الأبد علي المستوي المعنوي والوطني حتي وإن ظلوا قابعين علي أرض هذا الوطن.. يكفيهم المشاعر السلبية التي زرعوها في قلوب المصريين بجرائمهم الوحشية التي طالت جميع الأجيال والطبقات فضلا عن أبناء القوات المسلحة والشرطة والقضاء.
بالبناء وحده نقدم جميع الإجابات علي محاولات الهدم والتشويه. ومن بين أركان البناء المهمة "الإعلام الوطني القوي" والتوجه الذكي لعقول العالم عبر خطاب إعلامي يخاطب عقول الناس خارج الحدود وليس بالكلام فقط وإنما بالصورة والحركة والإيقاع المطرد المرئي في اتجاه الرخاء.. ومرة أخري البناء العملي المدروس الذي يشارك فيه الجميع!! وقد ضربنا المثل وقدمنا النموذج.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف